بداية وقبل كل شيء
نقص الشهية عند الأطفال والرضع أمر مقلق للوالدين . ويعتبر فقدان الشهية من أكثر الأمور التي يلاحظها ويتابعها الأبوين بشكل مستمر ، وأحيانا بشكل مبالغ فيه . ففي كثير من الأحيان تكون أمور الطفل طبيعية جدا ولا يعاني من نقص في الشهية على الإطلاق .
لكن يلاحظ الأبوين أن كمية الطعام التي يتناولها أقل مما سبق . ويبدأ القلق والبحث عن الأسباب . بل قد يقوم بعض الآباء بإعطاء الطفل أدوية فاتحة للشهية ، أو الضغط على الصغير ليأكل أكثر . وتكون النتائج في كثير من الأحيان سيئة جدا ، وذلك بسبب سوء فهم ما يحدث لطفلهم .
لذلك في هذه المقالة سنتحدث عن ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي لشهية الطفل . ومتى نحكم على الطفل بأنه يعاني من فقدان في الشهية ستؤثر على نموه ؟
أم أن هذا الطفل بالأساس لا يعاني نقصا في شهيته للطعام ، وأنه ينمو بشكل طبيعي . ومتى نقلق فعلا بشأن شهية ونمو الطفل ؟ كل هذا وأكثر سنناقشه معا ، فهيا بنا ..
هل طفلي يعاني من نقص الشهية ؟
هذا سؤال مهم ، هل بالفعل طفلي يعاني من نقص في الشهية ؟ وبالتالي سيتأثر نموه الطبيعي ؟ أم فقط إمتناعه عن الطعام هو لسبب مؤقت ، وستعود شهيته مرة أخرى لطبيعتها ، ولا داعي إذا للقلق ؟
في الواقع لنجيب على هذا السؤال ، يجب أن نعرف معدل نمو الطفل . أو بالأحرى معدل الزيادة الطبيعية في وزن الطفل والرضيع .
فالمقياس الأساسي هو وزن الطفل وطوله . وهل وزنه مناسب لعمره ؟ وهل معدل الزيادة مناسب بالنسبة له أم لا ؟ فيجب أن نعلم نقطة في غاية الأهمية ، وهي أن معدل نمو الطفل يختلف عام بعد عام ، وبالتالي كمية الطعام التي يتناولها ستختلف أيضا .
فمن المعروف أن أكبر زيادة في وزن الطفل ( الزيادة الطبيعية طبعا أو الفسيولوجية ) تحدث في العام الأول من عمر الطفل . حيث أن معدل الزيادة في العام الأول تكون بمقدار زيادة (750) جم أول أربع شهور بعد الولادة ، ثم يزداد بمعدل (500) جم كل شهر لمدة (8) شهور متتالية .
أي أن الطفل في أول عام من عمره يزداد وزنه بمعدل تقريبي (7 إلى 8) كجم ( قد يزيد قليلا أو ينقص قليلا ) . ففي أول عام من عمر الرضيع يحتاج كميات كبيرة من الحليب والطعام ، وذلك حتى يجاري متطلبات النمو الكبيرة التي تحدث له في تلك الفترة .
ثم بعد ذلك يحدث أمر في غاية الأهمية ، وهو أن الطفل بعد عمر السنة وحتى عمر الست سنوات يزداد وزنه تقريبا كل عام (2) كجم فقط .
بالتالي عدد مرات تناول الطعام وكميته التي كان يتناولها في عامه الأول ، تكون أكبر بكثير من أعوامه الخمس التالية . لأن معدل نموه لن يكون سريعا في الخمس سنوات التالية كما كان في أول سنة من عمره . وبالتالي يحدث له نقص الشهية الفسيولوجي ( أي طبيعي ) .
متى نشعر بالقلق وأن الطفل يعاني من مرض فقدان الشهية
كما ذكرنا بالأعلى أن هناك نقص طبيعي فسيولوجي في شهية الطفل بعد عمر السنة ، ولا داعي للقلق . ولكن كثيرا من الآباء يعتقدون أن معدل تناول طفلهم للطعام ومعدل زيادة وزنه تكون بنفس الوتيرة التي كان عليها في أول سنة من عمره .
ويلاحظون أن معدل تناوله للطعام قد قل بشكل كبير . ومن الكوارث هي النصائح التي يسمعها الوالدين من المحيطين بهم وغير المتخصصين بإعطاء الطفل فواتح للشهية . أو يقارنون طفلهم بالأطفال الآخرين الذين تزيد أوزانهم عن وزن طفلهم (ولم يعلموا أن لكل طفل معدل نمو و وزنه الخاص به ) .
وبالتالي يقومون بالضغط على طفلهم ليأكل أكثر . فيحدث أن يشعر الطفل أن الطعام هو وسيلة عقاب له ، فينفر أكثر من الطعام ، وتكون النتائج سلبية . أو يستسلم الطفل للأبوين ويتناول زيادة عن حاجته من الطعام ، ويصاب بسمنة مرضية . خصوصا لو أن والداه يعطيانه فاتح للشهية بدون إستشارة طبية .
ولكن متى نشعر بأن الأمور ليست جيدة ؟ و أن طفلي يعاني من مشاكل في الشهية ، ومشاكل في النمو ؟
ببساطة إذا لاحظنا فعلا أن معدل أكل الطفل للطعام اصبح قليلا جدا . وأن معدل الزيادة في وزنه قد أصبح غير مناسب ، وأن وزنه بدأ في النزول بشكل المستمر . أو أن وزنه لا يزيد مع الوقت بشكل واضح لأكثر من ثلاثة شهور .
وأيضا إذا بدأت علامات سوء التغذية على الطفل ، مثل الإجهاد السريع ، شحوب الوجه والشفايف ، ضعف عام ، يشتكي كثيرا من صداع مستمر . ومغص في البطن بشكل يومي .
فكل هذه العلامات هي إشارات على ان الطفل بالفعل يعاني من مشكلة في الشهية والتغذية . ولابد من عرضه على مقدم الخدمة الطبية المتخصص ، لمعرفة أين الخلل ، وعلاجه بأسرع وقت ممكن .
أسباب نقص الشهية للأطفال و الرضع
هناك أسباب عديدة لفقدان الشهية عند الأطفال والرضع . وسنحاول أن نذكر أهمها وأكثرها إنتشارا بين الأطفال وهي :-
1- الأنيميا ( أحد أشهر أسباب نقص الشهية )
يعتبر مرض فقر الدم أو الأنيميا ( Anaemia ) أحد أشهر أسباب فقدان الشهية لدى الأطفال . كما أن هذا المرض أحد أكثر الأمراض إنتشارا بين الأطفال في العالم . حيث تقدر نسبة الإصابة به بين الأطفال على مستوى العالم 30% . أي أن ثلث أطفال العالم تقريبا مصابون بدرجة من درجات فقر الدم .
ومن أشهر أعراض فقر الدم لدى الأطفال ، شحوب الوجه والشفتين ، الإجهاد ، دوخة و دوار ، زيادة في ضربات القلب ، عدم التركيز ، أيضا نقص الشهية للأكل .
والمشكلة أن الطفل المصاب بفقر الدم تكون شهيته للطعام قليلة ، بالتالي تزداد درجة فقر الدم لديه ، فتقل شهيته أكثر ، وهكذا يدور هذا الطفل في هذه الحلقة المفرغة .
لذا ينصح عند بلوغ الطفل سنة من عمره بإجراء تحليل لمخزون الحديد بالدم أو الفيريتين ( Ferritin ) ، وعمل (C.B.C) أو ما يطلق عليه صورة الدم الكاملة ، لمعرفة معدل الهيموجلوبين ( Haemoglobin ) لدي الطفل .
فلو كان هناك نقص ، فسيتم إعطاء الحديد المناسب للطفل . والتوصية بتناول أكلات ومشروبات غنية بالحديد . وخلال بضعة أيام من تلقيه العلاج ، ستتحسن شهية الطفل سريعا ، كما ستتحسن قدراته الذهنية والبدنية بشكل عام وملحوظ .
2- التسنين و نقص شهية الطفل
يبدأ التسنين عادة عند الطفل من عمر أربعة شهور ، حيث تبدأ الأسنان باختراق اللثة . وما يصاحبه ذلك من ألم وتورم باللثة ، وحرارة بسيطة ، وسيلان لعاب وعض . ونوبات بكاء ، وطبعا ضعف بشهية الطفل .
ولاداعي للقلق ، حيث أنها مجرد مرحلة مؤقتة ثم ستعود الأمور لطبيعتها . وكل ما هو مطلوب من الأبوين عدم الضغط على الطفل للرضاعة أو الأكل ، بل يتعاونون معه بقدر المستطاع . وأيضا تخفيف أعراض التسنين عليه ، مثل إعطائه الباراسيتامول للتخفيف من الألم والحرارة والصداع .
3- إصابة الطفل بالديدان المعوية أو الطفيليات
كثير من الأطفال يصابون بعدوى الديدان المعوية ، مثل ديدان الأسكارس الإسطوانية ، الدودة الشريطية ، الديدان الدبوسية ( pinworm ) وهي أكثر الديدان إنتشارا بين أفراد العائلة .
أيضا الإصابة بالطفيليات ، ومن أشهرها بالطبع طفيل الأميبا والذي يؤدي لمرض ( Amoebiasis ) ، وأيضا طفيل الجيارديا ( Giardia lamblia ) . أيضا الإصابة بأنواع البكتيريا الضارة ، مثل الشيغيلا و السالمونيلا .
فكل هذه الممرضات تؤدي لسوء تغذية للطفل . حيث أنها تتغذى على طعام الطفل في الأمعاء ، وتمنع الطفل من الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها .
كما أنها تسبب له مغص مستمر وغازات ( أحد أسباب إصابة الطفل بالغازات والمغص ) . وهذه الأعراض تزداد مع تناول الطفل للطعام ، وبالتالي يفقد الطفل شهيته للأكل ، حيث يصبح تناول الطعام لديه مقرونا بالآلام والمغص والإنتفاخات .
لذا يجب عمل تحليل براز للطفل على ثلاثة أيام متتالية ، للتأكد من وجود هذه الطفيليات أو الديدان ، والقضاء عليها لو وجدناها .
4- العامل النفسي مهم لشهية الطفل للطعام
طبعي أن ترتبط شهية الطفل مع حالته النفسية . فكثير من الأطفال عند تعرضهم لضغوط نفسية مؤلمة يمتنعون عن الطعام . إما لزيادة شعورهم بالإكتئاب وخيبة الأمل ( كما يحدث في حالات العنف الأسري أو التنمر ، أو المشاكل الأسرية المستمرة ) .
أو لجذب الإنتباه لمن حولهم ( كما يحدث في حالات ولادة طفل جديد ، فيتفاجأ الطفل الأكبر بأن الإهتمام به قد قل ) فيلجأ الطفل لجذب إنتباه الأبوين بطرق عدة ، منها إمتناعه عن تناول الطعام .
لذا من المهم مراعاة الحالة النفسية للطفل . فالأطفال يفهمون ويحللون المواقف ، ويتأثرون مثل الكبار بل وأكثر .
5- إتباع عادات غذائية غير صحية
إن من أكثر الأمور التي لها تأثير سلبي على شهية الطفل ، وجعله يمتنع عن الأغذية الصحية ، هي أن يتعود الطفل على الأطعمة السيئة . مثل الحلويات ، والمياه الغازية ، والعصائر الصناعية .
حيث أن هذه المأكولات الغير صحية بالمرة تحتوي على سعرات حرارية عالية جدا ، فتعطي شعور وإحساس بالشبع وعدم الجوع . كما أنها لا تحتوي على قيمة غذائية جيدة للطفل ، وبالتالي تصيبه بسوء تغذية .
كما أنها بما تحتويه من سكريات عالية ، ومكسبات طعم وألوان صناعية ، تجعل الطفل يدمن عليها ويعتاد على طعم السكريات ، ويرفض طعم ومذاق الأكل الصحي . فتكون النتيجة سوء تغذية أكثر ، ونقص في الشهية أكثر وأكثر .
وبالطبع نحن نتحدث عن الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من هذه المأكولات الغير صحية يوميا . أما الطفل الذي يعطيه والداه الحلويات بشكل بسيط ، وفي أضيق الحدود ، وعلى فترات ، فلن يعاني من المشاكل السابقة . و إن كنا نفضل عدم إعطاء الطفل هذه المنتجات من الأساس ، فضررها أكثر من نفعها .
6- شرب كميات كبيرة من الحليب أو السوائل الأخرى
كما ذكرنا سابقا أن أول أربعة شهور من عمر الطفل يتغذى فقط على الحليب . ثم بعد ذلك من الممكن إدخال أشربة وأطعمة له بشكل تدريجي ، وذلك حسب ما ينصح به مقدم الخدمة الطبية لك .
لكننا نجد بعض الآباء ( إعتقادا منهم أن ذلك في مصلحة الرضيع أو الطفل ) يعطون أطفالهم الرضع كميات كبيرة من الأعشاب . وهذه الأعشاب لها سعرات حرارية ، فتعطي إحساسا بالشبع لدى الرضيع ، فيرفض الحليب أو الطعام الآخر الأكثر فائدة له .
كما أننا نلاحظ في بعض الحالات ، أن الطفل بعد بلوغه عام من عمره ، يظل والداه يعطيانه الحليب بشكل كامل . ولا يهتمون بإدخال أنواع مختلفة من الأطعمة المغذية له . فالطفل بعد عمر عام يسمح له بتناول كل أنواع الأطعمة ، مثله مثل البالغين ، حتى العسل مسموح له بتناوله بعد بلوغه عام من عمره .
أما في حالة أن الطفل بعد عام يكون كل غذائه الحليب وفقط ، فهنا تكمن المشكلة . حيث أن الحليب يعطي إحساسا بالشبع ، فلن يشعر الطفل بالجوع . كما أنه سهل في تناوله فسيفضله الطفل ، وسيمتنع عن باقي الطعام المهم الذي يحتاجه جسمه بشدة للنمو .
كما أن الحليب يمنع إمتصاص الحديد ، فغالبا سيصاب هذا الطفل بنقص الحديد وفقر الدم . وهذا أيضا سيؤدي لقلة الشهية عند الاطفال وسوء التغذية .
فيجب بعد أن يبلغ الطفل ستة أشهر ، أن ندخل في نظامه الغذائي وجبة يوميا بخلاف الحليب . وأن نزيد نسبة كمية الطعام له تدريجيا ، حتى إذا بلغ عمر السنة تكون نسبة الحليب 60% والطعام المتنوع الصحي 40% . وذلك حتى يحصل الطفل على الدهون والبروتينات والألياف والنشويات بشكل متوازن وصحي .
7- الضغط على الطفل بشكل مبالغ فيه ليأكل
أحيانا يضغط الأبوين بشكل مبالغ فيه على الطفل ليأكل كميات أكبر من قدرته ، وأكثر مما يحتاجها جسمه . وكثير منهم يقومون بذلك إما بسبب الحرص الزائد من الأبوين ، أو بسبب المقارنة بين طفلهم والأطفال الآخرين ( يمنع مقارنة الأطفال ببعضهم ، حتى لو كانوا توائم ، طالما أن الطفل ينمو بشكل طبيعي ) .
حتى أن بعض الآباء يصلون بالضغط على الطفل أن يصلوا لمرحلة الضرب والتعذيب . فالطفل سيعتبر أن الطعام ماهو إلا عقاب له فيكرهه . لذا يجب التعامل مع الطفل في الحدود الطبيعة بلا إهمال أو مبالغة .
كما يجب أن نهتم بنوعية وقيمة الطعام الغذائية بغض النظر عن الكمية . فكما ذكرنا أن الطفل بعد سنة من عمره تقل كميات الطعام التي يتناولها بشكل كبير ، لأن معدل نمو جسمه قد أصبح متباطئا .
فالقاعدة هي ، أن نعمل على أن يحصل الطفل على ما يحتاجه جسمه من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والسكريات بالنسب الصحية ، حتى لو كانت كمية الطعام قليلة ، لكنها ستكون مفيدة .
8- إصابة الطفل أو الرضيع بمرض يمنعه من تناول الطعام يؤدي إلى نقص الشهية
قد يصاب الأطفال بأمراض تمنعهم من الأكل . مثل قرح وفطريات الفم . إلتهاب الحلق والحنجرة ، أو الحمى ، أو ألم الأسنان بسبب التسوس .
فكل ذلك يمنعه بدرجات متفاوتة حسب شدة المرض والألم عن تناول الطعام ، ويفقده الشهية . فيجب عدم الضغط على الطفل في تلك الفترات ، والإهتمام بعلاج الأسباب المرضية التي تؤثر عليه .
9- أن يشكو الطفل أو الرضيع من الإمساك أو الغازات
لكي يستطيع الطفل أن يتناول طعاما خارجيا ، لابد من أن يتخلص جهازه الهضمي أولا من فضلات الطعام التي في أمعائه ، وذلك حتى يستطيع الجهاز الهضمي من إستقبال الطعام الجديد .
فلو كان الطفل أو الرضيع يعاني من الغازات والإنتفاخات أو الإمساك ، فكل ذلك سيؤدي للشعور بالمغص والألم ، وأيضا الشعور بالإمتلاء وعدم تقبل تناول أي طعام جديد .
حتى أن الجهاز الهضمي يقوم برفض تناول أي طعام جديد ، فنجد الطفل يستفرغ أي طعام جديد طالما مازالت الأمعاء تحتوي على الفضلات بشكل غير طبيعي مثل حالات الإمساك المزمنة ، وهي حالات يستمر فيها الإمساك أكثر من ثلاثة أيام .
أما الغازات فتؤدي للمغص والإمتلاء ، وعدم الشعور بالرغبة في الطعام . لذا يجب علاج أسباب الإمساك والغازات ، حتى يعمل الجهاز الهضمي بشكل طبيعي ، ويشعر الطفل بالجوع والرغبة في تناول الطعام أو الرضاعة .
وهناك مقالة كاملة عن أسباب إصابة الرضع والأطفال بالغازات ، وكيفية علاج هذه المشكلة ، وللإطلاع عليها يرجى الضغط هنا .
10- إصابة الطفل أو الرضيع بالإرتجاع المعدي المريئي ( GERD )
من الطبيعي للرضع أن يخرجوا كمية قليلة من الحليب بعد الرضاعة ، خصوصا بعد عملية التكريع لهم . لكن يوجد بعض الأطفال الذين يكون عندهم سوء تنسيق في الجهاز الهضمي لديهم (غالبا تكون بسبب الجهاز العصبي ، ومع الوقت تختفي تلك المشكلة ) .
لكن قد يعاني الطفل من ظاهرة الإرتجاع المعدي المريئي (GERD) بشكل مستمر ( حالة مرضية تستدعي العرض على جراح أطفال ) فهذا الطفل يعاني من مشكلة إرتخاء الصمام العضلي بين المعدة والمرئ ، وبالتالي يحدث ارتجاع لمحتويات المعدة ، بما فيها من حمض المعدة (HCL) .
وهذا الحمض عندما يحدث له إرتجاع من المعدة ويستفرغه الطفل ، يؤدي لشعور الطفل بحرقة شديدة ، وألم في منطقة الصدر ، تؤدي في النهاية لرفض الطفل للطعام وللرضاعة .
ويلاحظ أن وزن الطفل يأخذ في النزول بشكل سريع ومقلق ، وذلك بسبب رفضه للأكل الذي يسبب له زيادة في الإرتجاع ، وزيادة الشعور بالألم وبالحرقة . لذا يجب عرضه على الطبيب المتخصص بأسرع وقت ممكن .
11- عدم التنويع في أنواع وأشكال الطعام
من المهم أن نعرف أن الطفل خصوصا بعد الشهر الرابع يكون إنتقائيا في الطعام . أي أنه يستطيع أن يميز الطعم بشكل كبير . ويكون لديه أنواع من الطعام محببة ، وأنواع أخرى يكره طعمها ومذاقها أو قوامها .
لذا فهناك نصيحة مهمة جدا لك أيتها الأم ، فلكي يقبل طفلك على الطعام بشهية يجب عليكي أن تقومي بتنويع الطعام لطفلك ، وتقديمه له بشكل مختلف في كل مرة .
ومن المهم أن نعرف ، أن أول سنة من عمر الطفل ممنوع إضافة الملح والبهارات إلى طعامه . ثم بعد السنة من الممكن إستعمالهم ، لكن بكميات بسيطة جدا ، فقط لإكساب الطعام نكهة مختلفة .
أما أن نستمر في إطعام الطفل نفس الطعام ، وبنفس طرق الطهي ، وبنفس المذاق ، ظنا منا أن الطفل لن يعترض ، أو أنه لن يشعر بالفرق !! فهذا إعتقاد ظالم وخاطئ جدا .
فيجب معاملة الطفل في هذا الشأن كما يتم التعامل مع البالغين تماما ، من حيث الرغبة في التنويع في الطعام . سواء من حيث القوام وطريقة الطهي والنكهة ، بل وحتى الألوان . فكل ذلك يثير حب الفضول لدى الطفل ، ويفتح شهيته للطعام ، ويتعود كذلك على تقبل التنوع في أنواع الطعام المختلفة .
13- بعض الأدوية قد تكون هي سبب نقص الشهية
هناك بعض الأدوية التي تعمل على إنقاص شهية الأطفال . وأشهرها المضادات الحيوية ، والأدوية التي تؤثر على نشاط الجهاز العصبي ، مثل الأدوية التي تستخدم لعلاج زيادة كهرباء المخ أو للصرع . أو لعلاج فرط الحركة .
فكل هذه الأدوية قد تسبب فقدان الشهية لفترات مؤقتة . لذا يجب أن لا نقلق ، طالما أنها تم وصفها من قبل الطبيب المختص .