أعراض لقاح كورونا ( كوفيد-19 ) هل هي طفيفة و بسيطة ؟ أم حادة و عنيفة ؟ و ماهي درجة أمان لقاح الكورونا ؟ وهل يصلح لجميع الأشخاص ؟ أم أن هناك فئات مستبعدة من أخذ هذا اللقاح ؟
فمنذ أن أعلنت الصين رسميا في 20 يناير عام 2020 أن هناك فيروس من العائلة التاجية ( coronavirus ) ينتقل بين البشر ، و يؤدي إلى الوفاة ، و أطلق عليه الكورونا المستجد أو COVID-19 . و العالم في سباق محموم مع الزمن لإيجاد وسيلة للحد من إنتشاره و القضاء عليه .
فهذا الفيروس تكمن خطورته في سرعة إنتشاره ، و سهولة إنتقاله . حيث أنه ينتقل بشكل مباشر عن طريق العطس أو الكحة أو الكلام ( droplet infection ) . أو عن طريق لمس الأسطح المصابة بهذا الفيروس ثم لمس الوجه (الفم أو العين أو الأنف) .
كما أن فترة حضانته الطويلة نسبيا والتي قد تصل إلى 14 يوما ، هي أحد نقاط قوة إنتشار هذا الفيروس . حيث أن الشخص من الممكن أن يصاب به و يعمل كناقل للعدوى بين الأشخاص طوال تلك الفترة دون ان تظهر عليه أعراض المرض .
وحتى لحظة كتابة هذه المقالة ، هناك حوالي (132) مليون شخص حول العالم قد أصيبوا بفيروس الكورونا المستجد . توفى منهم حوالي (2,87) مليون شخص . ناهيك عن المشاكل المادية والإقتصادية و النفسية و الإجتماعية التي سببها فيروس كوفيد – 19 .
لذلك فقد تم تسخير كل ما يمتلكه البشر من علم و علماء في هذا المجال ، للعمل على إكتشاف دواء أو لقاح ضد هذا الفيروس الخطير . وفي 18 من شهر نوفمبر لعام 2020 ، بدأت أول بارقة أمل للقضاء على هذا الوباء ، حيث تم الإعلان عن أول لقاح له وهو لقاح ( فايزر- بيونتك ) .
ثم توالت بعده اللقاحات الأخرى ، كلقاح سبوتنيك الروسي ، و أسترازينيكا البريطاني ، و سينوفارم الصيني ، و مودرنا و لقاح جونسون آند جونسون الأمريكيين .
ماهي الآثار الجانبية للقاح كورونا المستجد ؟
تختلف الآثار الجانبية من شخص لآخر . لكن في المجمل وفي أغلب الحالات لا يشعر متلقي التطعيم بأي أعراض . أما من أصابتهم أعراض لقاح كورونا ، سواء الجرعة الأولى أو الجرعة الثانية ، فكانت الأعراض خفيفة ، وكانت على الشكل التالي :-
1- ألم و تورم خفيف في موضع الحقن .
2- الشعور بارتفاع طفيف في حرارة الجسم .
3- صداع خفيف .
4- تعب عام و شعور بالإجهاد .
وتحدث أعراض لقاح كورونا نتيجة تفاعل الجسم مع التطعيم ، ولا داعي للقلق أبدا . فكل هذه الأعراض درجتها تكون بسيطة و مستحملة و مقبولة . و تظهر بعد عدة ساعات من تلقي اللقاح . و تستمر لساعات قليلة معدودة ثم تختفي تماما .
ومن الجدير بالذكر ، أن أعراض لقاح كورونا قد تكون أشد قليلا في الجرعة الأولى عند الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد-19 من قبل .
وإجمالا لقاح كورونا آمن ، ولايسبب العقم سواء للرجال أو النساء كما يشاع . وحتى حدوث حالات تجلطات في الدم عند أفراد تلقوا لقاح أسترا زينيكا فقد أكدت وكالة الأدوية الأوروبية ( European Medicines Agency ) أن اللقاح آمن ، ولا يوجد مايشير إلى أن التطعيم قد أدى لحدوث جلطات بالدم . وفوائد اللقاح تتفوق على مخاطره بشكل كبير .
أما الحالات التي حدث معها تخثر في الدم ، فهي حالات فردية ( حوالي 12 حالة ) من أكثر من (20) مليون شخص تلقوا اللقاح حتى هذه اللحظة ، لذا فلا داعي للقلق أبدا .
فجميع لقاحات فيروس كورونا المستجد تعمل خارج نواة الخلية البشرية . أي أنها لا تتفاعل مع الحمض النووي ( DNA ) . وبالتالي لن يكون هناك أي أمراض أو تشوهات بسبب تلقي هذه اللقاحات ، لا في القريب العاجل ، أو في المستقبل البعيد .
كيف أتعامل مع الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 ؟ و ماذا بعد تلقي التطعيم ؟
في حالة التعرض لأي من الآثار الجانبية للقاح كورونا المحتملة ، يفضل إستشارة مقدم الخدمة الطبية لو زادت حدة الأعراض عن ما هو متعارف عليه .
أما في حالة الشعور بأعراض التطعيم الخفيفة ، كالصداع و الحرارة و آلام العضلات . فمن الممكن أن تتناول الباراسيتامول بجرعة (1000) ملجم كل 6 أو كل 8 ساعات ، حسب الحاجة .
أو حتى تناول أي دواء من مجموعة ( NSAIDs ) كمادة الديكلوفيناك بوتاسيوم ( Diclofenac Potassium ) . أو مادة حمض الميفينامك ( Mefenamic Acid ) .
لكن لا تأخذ المسكنات التي تندرج تحت مسمى ( Cox 2 inhibitor drugs ) ، كمادة الميلوكسيكام ( Meloxicam ) ، أو مادة سيليكوكسيب ( Celecoxib ) . فهذه العائلة من المسكنات من الممكن أن تعمل على زيادة تخثر و تجلط الدم .
وبالطبع لا يفضل تناول الأسبرين في جرعته المسكنة للألم (500) ملجم لتخفيف الآثار الجانبية للقاح كوفيد 19 . أما الأسبرين الذي يتناوله الشخص بجرعة (100) ملجم مرة يوميا كمسيل للدم ، فلا بأس من الإستمرار عليه ، لكن بعد أخذ جرعة اللقاح يفضل الإنتظار لمدة ربع ساعة ، حتى نتأكد من عدم وجود نزيف مستمر في موضع الحقن .
ولا يفضل كذلك تناول مادة الإيبوبروفين ( ibuprofen ) كمسكن ، لما أثير حول هذه المادة من جدل في أنها قد تعمل على زيادة شراسة فيروس الكورونا المستجد في حالة الإصابة به . كما يفضل تناول فيتامين سي بجرعة 1000 ملجم مرة واحدة يوميا بعد الطعام ، لرفع المناعة و تنشيط الجسم .
ويجب بعد أخذ جرعة لقاح الكوفيد 19 ( لمدة 48 ساعة ) أن نبتعد عن بذل أي مجهود بدني ، فالراحة مطلوبة . ويجب عدم الإستحمام بالماء الساخن . وممنوع تماما التعرض لأشعة الشمس . كذلك يمنع الجلوس أو النوم تحت تيار هواء بارد .
أما بالنسبة للألم في موضع الحقن ، أو الإنتفاخ و التورم الذي قد يحدث ، وما يصاحبه من ألم مع الحركة ، فهذا طبيعي . فقط نقوم بوضع كمادات بارده ، و عمل مساج خفيف . ولا ننسى أخيرا شرب كمية كافية من السوائل .
من هم الأشخاص الممنوعين من لقاح كورونا المستجد ؟ أو يجب توخي الحذر معهم ؟
1- من هم دون ال16 عاما بالنسبة للقاح فايزر- بيونتيك ، و من هم دون ال18 عاما لباقي اللقاحات ، ممنوعون من تلقي تطعيم الكوفيد – 19 . حيث أنه لم يتم إجراء دراسات على هذه الأعمار الصغيرة في مراحل التحقق من اللقاح .
وعلى العموم ، فالأطفال أقل عرضة بشكل كبير للإصابة بفيروس الكورونا المستجد . نظرا لعدم وجود مستقبلات الفيروس لديهم بعد . لكنهم يظلون مصدر خطر من حيث قدرتهم على نقل العدوى ، لذا يجب الحذر .
2- الحوامل ، و المرضعات ، أو اللاتي يخططن للحمل . حيث أنه لم يتم إختبار تأثير اللقاح سريريا عليهن أثناء تجارب اللقاح الطبية . ولكن علميا وبالنظر لطريقة عمل اللقاحات ، فإنه نظريا لن يشكل اللقاح أي خطر محتمل على الأم أو الجنين أو الرضيع .
ولا ننسى أن إصابة الحامل بفيروس الكورونا المستجد شئ سيء ، ولهذا فإن قرار أخذ اللقاح من عدمه يرجع في المستوى الأول لقرار الأم الحامل .
3- الأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة تجاه أي من مكونات اللقاح ، يحظر عليهم تلقي لقاح الكوفيد – 19 .
4- أما الأشخاص الذين ليس لديهم حساسية تجاه مكونات لقاح الكوفيد-19 ، لكن بالمقابل لديهم رد فعل تحسسي شديد ( Allergic shock ) تجاه مواد أخرى كالأدوية ، أو أنواع التطعيمات الأخرى ، أو الأطعمة ، أو الحيوانات الأليفة ، فلا بأس بإعطائهم لقاح كوفيد-19 . لكن يجب وضعهم تحت المراقبة الشديدة لمدة نصف ساعة على الأقل .
5- أما الأشخاص الذين لديهم تاريخ سابق بالإصابة بحساسية خفيفة و بسيطة ( مثل الطفح الجلدي البسيط ) تجاه مكونات اللقاح أو أي أشياء أخرى ، فلا باس بإعطائهم لقاح الكورونا . لكن أيضا يجب وضعهم تحت المراقبة على الأقل لربع ساعة .
6- الأشخاص اللذين أصيبوا بحساسية شديدة ( إستدعت إعطاؤهم حقنة الإبينفرين ) بعد تلقيهم الجرعة الأولى من لقاح الكورونا المستجد يمنع إعطاؤهم الجرعة الثانية .