الرئيسية » أمراض » أمراض عضوية » السكتة الدماغية كيف تحدث ؟ و ماهي أنواعها و أعراضها و علاجها ؟

السكتة الدماغية كيف تحدث ؟ و ماهي أنواعها و أعراضها و علاجها ؟

by د. شادي راضي
1545 الآراء
الجلطة الدماغية ، أنواعها و أعراضها و طرق علاجها وكيفية الوقاية منها .

السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية ( Stroke ) . هي حالة مرضية طارئة جدا ويجب التدخل الطبي لعلاجها بشكل سريع .

حيث أن كل دقيقة بل كل ثانية تمر على المريض دون تلقي العلاج أو التدخل الطبي المناسب ستؤدي في الغالب إلى الوفاة ، أو في أحسن الحالات الإصابة بإعاقة حركية أو دماغية دائمة مدى الحياة .

لذلك يجب أن نعرف كيف يحدث هذا المرض القاتل وماهي أنواعه ؟ و ماهي العلامات و الأعراض التي تظهر على الشخص والتي تنذر بأن هناك جلطة تحدث الآن في الدماغ ؟

أيضا ماهي أسباب هذا المرض الخطير ؟ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به ؟ وكيف نتفادى هذا المرض ؟ وماهي طرق علاجه ؟

كل هذه الأسئلة ستتعرف على إجابتها بالتفصيل ، بحيث عند إكمالك لهذه المقالة الطبية ، ستكون ملما بكل التفاصيل التي تحتاجها عن هذه الحالة الطبية الطارئة .

وبالتالي من الممكن أن تنقذ شخصا من الموت المحقق ، أو تنقذه من أن يكمل حياته وهو يشكو من الإعاقة ، فهيا بنا …

ماهي السكتة الدماغية و كيف تحدث ؟

تحدث السكتة الدماغية بسببين هما :-

1- عندما يقف سريان الدم داخل الوعاء الدموي في المخ ، نتيجة تكون جلطة أو كما يطلق عليها خثرة ( thrombus ) . وبالتالي فإن الجزء من الدماغ الذي توقف سريان الدم إليه يتأثر بشكل سريع ، و تبدأ خلاياه في التلف . وهذا السبب هو الأكثر حدوثا .

2- حدوث إنفجار وتمزق ( rupture ) في أحد الأوعية التي تغذي المخ . وبالتالي يحدث نزيف في تلك المنطقة ، ويزداد الضغط على جزء المخ المتضرر ، وينقطع عنه إمداد الدم ، وبالتالي تبدأ خلايا هذا الجزء من الدماغ بالتلف .

أسباب السكتة الدماغية و ماهي عوامل الخطر المسببة لها ؟

هناك عوامل و أسباب تؤدي لزيادة فرص الإصابة بالسكتة الدماغية ( Risk Factors ) وهي :-

1- مرض الضغط المرتفع . وهو أهم سبب يؤدي للإصابة بسكتة الدماغ . لذلك فالضغط يسمى القاتل الصامت . لذا يجب متابعة الضغط أولا بأول ، وتناول الأدوية الموصوفة بدقة .

فارتفاع ضغط الدم خاصة المفاجئ أو المستمر ( وخاصة لو زاد ضغط الدم اللإنقباضي عن 180 ملم/زئبق ، أو زاد ضغط الدم الإنبساطي عن 120 ملم/زئبق ) قد يؤدي لإنفجار الشرايين وحدوث نزيف أو تكون جلطات تؤدي لسكته دماغية .

2- مرض السكر . حيث أن المصابون بمرض السكر أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بمرة ونصف على الأقل بالمقارنة بالأشخاص الطبيعيين .

3- إرتفاع الكوليسترول في الدم . فدهون الدم إذا ظلت في مستويات عالية فإنها تترسب على الأسطح الداخلية للشرايين . ومع الوقت تتحد مع الكالسيوم ، وبالتالي يتصلب جدار الشريان . وهذه التكلسات قد تتكسر مع الوقت وتكون جلطة أو خثرة تنطلق في تيار الدم وتسبب إنسداد الشرايين .

4- التدخين له دور كبير أيضا في الإصابة بسكتة الدماغ . فالتدخين يعمل على زيادة ثاني أكسيد الكربون وتقليل الأكسجين بالدم ، كما أن النيكوتين يزيد من ضربات القلب ويرفع ضغط الدم .

5- السمنة . فزيادة الوزن تعني زيادة في دهون الدم وسكر الدم .

6- الخمول وعدم ممارسة الرياض .

7- إدمان الكحوليات .

8- التقدم في العمر . حيث تزداد معدلات الإصابة عند من تخطوا عمر ال 55 عاما . 

9- استخدام علاجات تحتوي على هرمون الإستروجين ، كأدوية منع الحمل ( خاصة مع التدخين ) .

10- الجنس . حيث أن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء .

11- أمراض القلب . حيث تزيد إضطرابات القلب من فرص الإصابة . وأهم أمراض القلب المرتبطة بالسكتة الدماغية هي الرجفان الأذيني ، وإحتشاء عضلة القلب الحاد (Acute M.I) .

السجائر و التدخين تؤدي للسكتة الدماغية
النيكوتين الذي في السجائر يترسب على الأسطح الداخلية لجدران الشرايين التاجية ، ومع الصفائح الدموية والكوليسترول والكالسيوم يحدث ما يسمى تصلب الشرايين ، وضيق في الشرايين ، وكل هذا يؤدي لجلطة وسكتة دماغية وقلبية .

أنواع السكتة الدماغية

تنقسم السكتات الدماغية إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي :-

(1) - سكتة دماغية إقفارية

وهي أكثر أنواع السكتات الدماغية حدوثا ( أكثر من 85 % من الحالات ) كما أنها أخطر وأشد أنواع الجلطات الدماغية ، وأكثرهم حاجه للتدخل الطبي السريع  والعاجل ، بسبب سرعة تلف خلايا المخ التي تتأثر بها .

وهي تحدث بسبب تكون جلطة ( خثرة ) ، تتكون إما في شرايين الدماغ ( Ischemic Stroke ) . أو أن هذه الجلطة تتكون خارج الدماغ في أجزاء أخرى من الجسم كالقلب ( كما يحدث في مرض الرجفان الأذيني ) ، أو في الرئة ، ثم تتحرك هذه الخثرة تجاه الدماغ ، وتسمى سكة دماغية صمية ( Embolic stroke ) .

وتعمل هذه الجلطة على إنسداد الشرايين في الدماغ ، مما يمنع سريان تيار الدم داخل هذه الشرايين ، ومنع الجزء المتضرر من المخ من الحصول على الأكسجين وبالتالي يحدث تلف سريع في خلايا هذا الجزء وقد تؤدي للوفاة .

(2) - السكتة الدماغية النزفية ( Hemorrhagic stroke )

وتحدث بسبب تمزق في الوعاء الدموي ، وبالتالي يحدث تسرب لتيار الدم ، و يتجمع الدم في تلك المنطقة من المخ ويسبب ضغطا كبيرا على خلايا هذا الجزء . كما أن التسرب يؤدي إلى عدم وصول كمية الدم الطبيعية لجزء آخر من الدماغ كان هذا الوعاء الدموي يمده به .

وبالتالي يحدث تلف في خلايا هذه الأجزاء من المخ . كما يزداد الضغط داخل الجمجمة ( لذلك يشعر المصاب أحيانا بصداع قوي جدا لم يشعر به من قبل ) . ويحدث هذا النوع من السكتة الدماغية بنسبة حوالي 10 % من الحالات .

ويحدث النزيف إما في الأوعية الدموية داخل المخ نفسه ( الأكثر شيوعا ) . أو نزيف تحت العنكبوتية Subarachnoid Hemorrhage (SAH) .

(3) - سكتة دماغية عابرة ( سكتة إقفارية عابرة )

هذه السكته الدماغيه العابرة و تسمى سكته اقفاريه عابره أو Transient ischemic attack (TIA) . تحدث بسبب تكون جلطة ( خثرة ) تعمل على منع سريان الدم داخل الشريان في المخ . وبالتالي يحدث تعطل لعمل هذا الجزء من الدماغ . كأن تصاب منطقة الكلام في المخ فيفقد الشخص القدرة على الكلام .

لكن خلال بضعة ساعات ( 24 ساعة على الأكثر ) تختفي الأعراض تماما ، ويعود الشخص لطبيعته مرة أخرى . ويحدث ذلك بسبب :-

1- إما أن هذه الجلطة ذابت من تلقاء نفسها .

2- أو أن هذه الجلطة قد ذاب جزء كبير منها وقل حجمها ، مما سمح لتيار الدم بالمرور من حولها .

3- أو أن هذه الجلطة إستمرت ثابته في مكانها ، لكن في المقابل تم تعويض الجزء من المخ الذي إنقطع عنه الدم بتيار دم آتي من أوعية دموية جانبية أخرى .

فيحدث أن هذا الجزء من المخ بعد أن كان قد تعطل عن أداء عمله قد تم إمداده وترويته من جديد بتيار الدم المحمل بالأكسجين مرة أخرى . وبالتالي إختفت أعراض الجلطة الدماغية ، ويعود هذا الجزء من المخ لأداء وظيفته مرة أخرى . ولا يحدث ضرر دائم في المخ .

ويفقد الجزء المتضرر من الدماغ وظيفته لمدة دقائق معدودة ، وفي أغلب الحالات في فترة أقل من الساعة ( لكن لا تصل هذه النوبة لمدة 24 ساعة ) ثم يعود هذا الجزء من الدماغ للعمل مرة أخرى ، ويحدث ذلك دون تدخل طبي .

ولكن يجب على الشخص الذي أصيب بأعراض الجلطة الدماغية ثم إختفت أن يذهب لمراجعة الطبيب المختص لعمل الأشعات والتحاليل اللازمة . فالجلطة الدماغية العابرة هي بمثابة قنبلة موقوته ، وقد تتحول إلى جلطة دماغية دائمة في أي وقت ( حوالي 40 % من الجلطات العابرة تتحول إلى دائمة ) .

فالجلطة الدماغية العابرة قد تتحول إلى جلطة دائمة خلال 24 ساعة في 60 % من الحالات ، و 30 % خلال أسبوع  ، و 10 % خلال ثلاثة شهور . أي أنه إذا حدث وأن أصبت بسكتة مؤقتة دماغية ، فأنت معرض بشكل كبير للإصابة بسكتة دائمة .

ماهي معدلات حدوث الإصابة ؟

حسب تقارير منظمة الصحة العالمية (W.H.O) فإنه في كل عام يصاب حوالي 15 مليونا بهذا المرض . يموت منهم حوالي 5 ملايين . ويصاب حوال 5 ملايين منهم بإعاقة دائمة . ويشفى تقريبا 5 ملايين . وهذا المرض يصيب الرجال أكثر من النساء .

وعلى الرغم من أن هذه الحالة المرضية الحرجة والخطيرة قد تصيب الأشخاص في أي عمر ، لكن معظم الإصابات تحدث في الأعمار الكبيرة ، خاصة من هم تخطوا سن ال55 عاما . حيث أنه نسبة الإصابة به في الأعمار ما بين ( 55 إلى 65 ) تصل إلى حوالي 7% .

أما الأعمار ما بين ( 65 إلى 70 ) عام فقد تصل نسبة الإصابة  حوالي 12% . أما الأعمار التي تخطت ال ( 70 ) عاما وأكثر فإن نسبة الإصابة بينهم حوالي 14% .

كما يسبب مرض إرتفاع ضغط الدم (أكثر سبب يؤدي لهذا المرض) الإصابة بالسكتة الدماغية لحوالي (12) مليون شخص حول العالم .

كما تزيد فرص الإصابة في حالة التقدم في العمر ، وذلك بسبب أن الشرايين مع التقدم في العمر يحدث لها تغيرات عديدة ، حيث تصبح أقل مرونة ، وتكون جدرانها الداخلية غير ملساء وضيقة حيث تترسب عليها طبقات الدهون وصفائح الكوليسترول .

كيف تؤثر سكتة الدماغ على حياة الإنسان ؟

هذا المرض يصيب جزءا هاما وحيويا في الجسم ( الدماغ ) والذي يمكن القول بأنه أهم عضو في جسم الإنسان . فالدماغ هو التفكير والعواطف والحركة وحتى التنفس . باختصار شكل حياتك بل وحياتك نفسها مرتبطة بنشاط وحياة دماغك .

لذا فإن الجلطة الدماغية قد تعمل على إتلاف جزء أو أجزاء من الدماغ في حالة التأخر في علاجها . فالسكتة الدماغية تسبب الوفاة . أو قد تصيب بإعاقة ذهنية أو بدنية مدى الحياة . فالجلطة الدماغية لابد من معرفة أعراضها وتمييزها بشكل جيد ، وذلك لأن أهم عامل في النجاة منها هو عامل الوقت .

فحياة المصاب بالجلطة الدماغية تعتمد على فهم المحيطين به ، وإلمامهم بالعلامات التي تظهر عليه ، وسرعة إستجابتهم . فعامل الوقت هام جدا كما ذكرنا . ولمعرفة أهمية الوقت بالنسبة للشخص الذي يقع تحت تأثير السكتة الدماغية إليك هذه الحقائق :-

1- كل دقيقة تمر على مصاب الجلطة الدماغية تموت فيها أكثر من مليون خلية عصبية في الدماغ .

2- في المخ لوحده ملايين الكيلومترات من الخطوط العصبية ، الموصولة ببعضها وبباقي أعضاء الجسم المختلفة . وفي كل دقيقة تمر على مصاب الجلطة الدماغية بلا علاج أو تدخل طبي يتلف حوالي ( 15 ) كيلومتر من هذه الخطوط .

3- في كل دقيقة تمر على مصاب الجلطة الدماغية دون علاج أو تدخل سريع لوقف تلف الخلايا الدماغية ، فإنه يفقد فيها ما يعادل ما يفقده بشكل طبيعي فسيولوجي خلال سنتين كاملتين من صحة وكفاءة وقدرة جسده العقلية والجسدية .

لذا فمع هذه الإحصاءات الهامة والخطيرة ، يتبين لنا أهمية الوعي بهذا المرض الطارئ . لأن الوعي الجيد به وبأعراضه قد يدفعك لإنقاذ حياة إنسان . أو على الأقل تحميه من أن يكمل باقي حياته معاقا ، وأن لا يكون حملا على نفسه أوعلى المحيطين به .

أعراض السكتة الدماغية

أعراض سكتة الدماغ واحدة مهما كان سبب هذه السكتة . سواء كانت جلطة دماغية دائمة ، أو جلطة دماغية خفيفة ( عابرة ) ، أو سكتة دماغية نزفية .

ومن المهم جدا كما ذكرنا بالأعلى أن نميز أعراض الجلطة الدماغية و نتعرف عليها سريعا . وأن نذهب بالمريض إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب في أسرع وقت . فكل ثانية كما ذكرنا لها قيمتها الحقيقية ، إما في إنقاذ المريض من الموت ، أو إنقاذه من الإصابة بإعاقة ذهنية أو جسدية دائمة للأسف .

ومن الجدير بالذكر أن سكتة الدماغ ( Stroke ) من الممكن أن يتم علاجها والشفاء منها تماما إذا تم تلقي الرعاية الطبية المناسبة لها خلال أول 3 أو 4 ساعات من حدوثها . وعلامات حدوث السكتة الدماغية الأساسية أربعة أعراض ، تم إختصارها في بدايات كلمة ( FAST ) :-

(F) Face أي الوجه

(A) Arm أي ذراع

(S) speach الكلام

(T) Time أي الوقت

الوجه ( Face )

في حالة الشك بتعرض الشخص لنوبة سكتة دماغية ، أطلب منه أن يبتسم ، فإذا لاحظنا أن نصف الوجه مائل ( كأنه معوج ) فهذه علامة من علامات سكتة الدماغ . فمن علامات هذه الحالة الطارئة الشهيرة هي شلل في أحد جانبي الوجه .

الذراع ( Arm )

أطلب منه أن يقوم برفع كلتا ذراعيه أمامه بشكل مستقيم . فلو كان هذا الشخص يمر بسكته في الدماغ ، فستجد أن إحدى ذراعيه ترتفع بشكل سريع ومستقيم وطبيعي .

أما الذراع الأخرى فسترتفع ببطء شديد وصعوبة بالغة ، ولن تصل لمستوى اليد الأخرى بل ستقع تلك الذراع سريعا . أو أن الذراع المصاب قد لا يرتفع ولا يستجيب من الأساس .

الكلام ( Speach )

إسأله أسئلة واضحة ، يعرف إجابتها جيدا ، كما هو إسمك بالكامل ( مثلا ) . أو أطلب منه أن يقوم بتكرار جملة من ثلاثة أو أربع كلمات . فلو كان يقع تحت تأثير سكتة في الدماغ فسيجيب بصعوبة بالغة وببطء وتلعثم شديد . وقد يتمتم بكلمات غير مفهومة .

الوقت ( Time )

في حالة ظهور هذه العلامات الكبرى ، والتي قد يصاحبها بعض العلامات الأخرى ، كالشعور بصداع عنيف ، أو خدر وتنميل شديد في أحد نصفي الجسد ، أو أن العين التي تقع في النصف المتأثر لا يرى بها جيدا ، أو الشعور بغثيان ودوار شديد .

فهذا معناه أن هذا الشخص يمر بنوبة سكتة دماغية ، وأنه ليس أمامنا وقت طويل ، فالثانية لها ثمن غالي جدا في هذه الحالة الطارئة .

ويجب نقله بسرعة لأقرب مستشفى مجهز لإستقبال هذه الحالات الطارئة ، أو الإتصال بالإسعاف ، ليتم التعامل معه بالشكل الطبي المطلوب ، وإعادة إمداد الجزء المتضرر من الدماغ بتيار الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية .

كيف يتم علاج السكتة الدماغية ؟

في حالة أن المريض قد تم التحرك به سريعا ، وتم إستقباله في الطوارئ . وبعد عمل الأشعات والفحوصات اللازمة ، هناك طريقتين يمكن التعامل بها مع المريض للتخلص من السكتة الدماغية :-

1- حقن مادة التيبلاز أو كما تسمى ( منشط بلازمينوجين النسيجي ) plasminogen activator (t-PA  التي تعمل على إذابة الجلطة عن طريق الوريد .

وهذه الطريقة فعالة لكن لها عيبين ، الأول أنها فعالة فقط في إذابة الجلطة التي تكونت في المخ في فترة أقل من أربع ساعات ، أما لو مر على تكون هذه الخثرة أكثر من أربع ساعات فلن يكون لها فائدة .

أما المشكلة الثانية والتي من الممكن حدوثها فهي أن هذه المادة التي تعمل على إذابة الجلطة هي عبارة عن مسيل قوي للدم ، وبالتالي من الممكن حدوث نزيف في الدماغ ، ونكون بذلك قد عالجنا مشكلة ، ولكن دخلنا بعدها في مشكلة أخرى .

2- الطريقة الثانية وهي الأحدث والأفضل ، وقد تم العمل بها مؤخرا ، وهي الإستعانة بأخصائي الأشعة التداخلية . حيث يتم إدخال قسطرة دقيقة جدا من خلال الذراع أو الرقبة أو الفخذ ، والتحكم في حركة القسطرة من خلال الأشعة السينية حتى تصل لمكان الجلطة التي يتم سحبها خارج الجسم .

وهذه التقنية الطبية الحديثة يمكن الإستفادة منها في التخلص من الجلطة التي تكونت منذ فترة تصل إلى (12) ساعة ، وهي مدة زمنية جيدة جدا في هذه الحالات الطارئة .

طرق الوقاية من السكتة الدماغية

يمكن تجنب الإصابة بالسكتة الدماغية بتجنب أسبابها . فالسكتة الدماغية تحدث لسببين ، أولهما الأمراض كالضغط والسكر كما ذكرنا سابقا . 

لذا يجب العمل على تجنب الإصابة بهذه الأمراض . أما لو حدثت الإصابة بها بالفعل ، فمن المهم الإلتزام بالعلاجات والنصائح الطبية للتقليل من خطر ومضاعفات تلك الأمراض .

أما السبب الثاني للإصابة بسكتة الدماغ فهو إتباع نمط حياة وغذاء غير صحي . لذا فإن أهم طرق الوقاية من هذا المرض تتمثل في الآتي :-

1- التحكم في ضغط الدم ، ومتابعته بشكل مستمر ، بحيث لا يزيد عن (120/80) ملم/ زئبق .

2- التحكم في سكر الدم بحيث يكون أقل من (100) ملجم / ديسيلتر ( الصائم ) ، ولا يزيد عن (140) ملجم / ديسيلتر بعد الأكل بساعتين .

3- الإقلاع عن التدخين .

4- تناول الطعام الصحي الغني بالبوتاسيوم ( كما في الورقيات الخضراء ) ، فالبوتاسيوم يدعم صحة القلب والشرايين . كما يجب تقليل الصوديوم في الطعام ( ملح الطعام ) . كما يجب منع أو التقليل جدا من الدهون والسكريات في الطعام .

5- تناول مضادات الأكسدة . وأهمها فيتامين هاء ( Vitamin E ) ، و الكو إنزيم كيو 10 ، و فيتامين دال ، وفيتامين سي .

6- من أفضل طرق الوقاية الفعالة جدا هي إتباع حمية الصيام المتقطع . فهي تعمل على حرق الدهون والسكر الزائد في الدم ، ويقلل من ضغط الدم . وينقص الوزن .

7- شرب كمية الماء المطلوبة . والتي تكون في المتوسط من 2.5 إلى 3 لترات من الماء يوميا . فهذا وحده كفيل بتقليل فرصة الإصابة بسكتة الدماغ بأكثر من 50 % .

8- ممارسة التمارين الرياضية الغير عنيفة ( التي لا يوجد بها تلاحم أو صدمات ) .

9- تناول الأوميغا 3 ، فهي مفيدة للدماغ . كما أنها تقلل من دهون الدم ، وتعمل على زيادة سيولة الدم بشكل صحي وآمن مما يجعلها جيدة في منع تكون الجلطات .

10- عمل الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة بشكل دوري .

المقالات ذات الصلة