ماهو البروبيوتيك ؟
بروبيوتيك أو البكتيريا النافعة ( beneficial bacteria or probiotics ) هي عبارة عن أنواع خاصة من الكائنات الحية الدقيقة ، وتكون إما بكتيريا أو خمائر . فمن المعروف أن الجسم البشري يتعايش فيه سواء على الجلد أو داخل الأمعاء مليارات من الكائنات الحية الدقيقة ، منها ماهو ضار ومنها ما هو نافع .
ومن خلال التوازن الذي يكون بينها فالجسم لا يتأذى من الأنواع الضارة . لكن لو إختل هذا التوازن لأي سبب ما وقلت أعداد البكتيريا النافعة ، فإن الجراثيم الإنتهازية الضارة ستتكاثر بشكل سريع ، وتعمل على الإضرار بالجسم البشري وإصابته بالمرض .
لذا من المهم جدا الحفاظ على البكتيريا النافعة في مستويات عالية وسليمة ، منعا لحدوث الأمراض . فالبروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) تعتبر أحد أهم أسلحة الجسم الدفاعية . فهي تعمل تقريبا كعمل خلايا الجهاز المناعي في الجسم في مقاومة الجراثيم الضارة .
أنواع البكتيريا النافعة
بروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) تشمل أنواع عديدة من السلالات . لكن أهم سلالتين وهما اللتان لهما الفوائد الطبية الملموسة هما Bifidobacterium و Lactobacillus . فهما من البكتيريا الصديقة ويعتبر هذان النوعان أفضل أنواع البروبيوتك . ومن الممكن الحصول عليها إما من المكملات ، أو من أطعمة معينة كما سنعرف لاحقا .
فوائد البكتيريا النافعة
بروبيوتيك أو البكتيريا النافعة تكون داخل الأمعاء ، وخاصة في الأمعاء الغليظة . وهي تقوم بدور كبير جدا ومهم في تحسين صحة الجسم بشكل عام ، ورفع كفاءة المناعة للجسم بشكل كبير . ومن أهم فوائد و إستخدامات البروبيوتيك :-
1- بروبيوتيك لصحة الأمعاء و الجهاز الهضمي
توجد كميات هائلة من الكائنات الحية الدقيقة على جدار الأمعاء الداخلي . و وجود البكتيريا النافعة بكميات صحيحة مهم جدا لحفظ التوازن ، ومنع البكتيريا الضارة من الإنتشار و إحداث الأمراض .
كما أنها أيضا تقوم بشئ مهم جدا ، وهو الحفاظ على الغشاء المخاطي المبطن لجدار الأمعاء الداخلية من التلف ، وذلك بإفراز مادة ( حمض اللاكتيك ) وبالتالي تحافظ على قدرة الأمعاء على إمتصاص المواد الغذائية والفيتامينات والأملاح .
كما أنه أيضا بالحفاظ على هذا الغشاء المخاطي من التلف أو التقرحات ، فإن ذلك سيمنع إختراق الجراثيم الضارة له والعبور لتيار الدم . لذا تعتبر هذه البكتيريا الصديقة مفيدة جدا في أمراض مثل مرض كرون ، ومرض القولون التقرحي كما سنعرف لاحقا .
كما أن الأبحاث قد أثبتت قدرة البكتيريا النافعة على مقاومة جرثومة المعدة ( H.pylori ) ففي حالات كثيرة وجد أن البروبيوتيك تقوم باكتساح هذه الجرثومة في حالة ما هاجمت الجهاز الهضمي ، خاصة منطقة الإثنى عشر .
2- البكتيريا النافعة للقولون العصبي و الهضمي
متلازمة القولون العصبي تصيب شخصا من بين كل سبعة أشخاص على مستوى العالم . ومن أعراضه ألم في البطن ، إنتفاخات ، غازات . وقد وجد مع الأبحاث أن تناول البكتريا النافعة من نوع Lactobacillus بجرعة 10 مليون خلية ، لمدة 8 أسابيع ، قد أدى لتحسن كبير جدا وملحوظ في أعراض القولون العصبي .
فالتوازن البكتيري الحيوي مهم جدا لجعل حركة القولون منتظمة وغير مضطربة ، وهذا ماتوفره البكتريا النافعة للقولون . ومالها من دور مهم أيضا في الحفاظ على الغشاء المخاطي المبطن للجدار الداخلي للقولون كما ذكرنا سابقا . لذلك نجد أن البروبيوتيك أحد العلاجات الناجحة التي تستخدم لعلاج القولون .
3- البروبيوتيك و الإمساك
الإمساك هو عدم إخراج الفضلات لمدة أكثر من ثلاثة أيام ، أو أن تكون الفضلات صلبة ومؤلمة أثناء الإخراج . ويعاني منه الكثير سواء على فترات متفرقة أو يكون مزمنا معهم .
ومن أكثر الناس المعرضين له هم كبار السن و الحوامل ، أو الذين لا يتناولون كميات مناسبة من السوائل أو الألياف ، أو من هم قليلي الحركة مثل المقعدين أو طريحي الفراش ، أو الذين لديهم ضعف في حركة الأمعاء .
وقد وجد أن تناول البكتيريا النافعة يحسن كثيرا من حركة القولون ، ويقلل من الغازات المصاحبة للإمساك . خصوصا هذين النوعين من البروبيوتيك ( B.Longum ) و ( S.cerevisiae ) .
4- البكتيريا النافعة و الإسهال
الإسهال هو إخراج للفضلات بشكل مائي أو شبه مائي ، أكثر من ثلاث مرات يوميا . وقد وجد أن البروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) لهادور كبير جدا في الوقاية من الإسهال ، أو تقليل مدته وأعراضه .
حيث أن البكتيريا النافعة تعمل على إجتياح البكتيريا الضارة التي تسبب حالات النزلات المعوية والإسهال ، والتي من الممكن أن يصاب بها الشخص عن طريق تناول أطعمة فاسدة .
كما أن البكتيريا النافعة تعمل على علاج الإسهال الذي يأتي بعد إستخدام المضادات الحيوية ( حيث أن المضاد الحيوي يعمل على قتل البكتيريا الضارة و النافعة أيضا . فيؤدي ذلك لخلل في التوازن الحيوي داخل الأمعاء فيحدث الإسهال ) لكن البكتيريا النافعة تعمل على تصحيح هذا التوازن مرة أخرى .
فالبكتيريا النافعة تعمل على تقليل وعلاج حالات الإسهال المختلفة ، بنسب تصل لأكثر من 60% . وأفضل السلالات من البكتيريا النافعة لعلاج الإسهال هي ( Lactobacillus ) .
5- البكتيريا النافعة و الوزن
من الأشياء المهمة والمرتبطة بتناول البكتيريا النافعة ، هي تأثيرها على الوزن . فقد تم إثبات فعالية أنواع معينة من البروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) لتخفيف الوزن .
حيث أن تناول هذه الأنواع من البروبيوتك لمدة ثلاثة أشهر متتالية (طبعا مع اتباع حمية غذائية مناسبة كحمية الصيام التقطع ، وممارسة المجهود البدني ) قد أدى إلى إنقاص الوزن بفعالية أكبر تقدر بنسبة 20% و إنقاص دهون البطن بنسبة 15% .
وتعمل هذه الأنواع من البروبيوتك للتخسيس و إنقاص الوزن من خلال عاملين ، أولا تمنع إمتصاص الدهون في الأمعاء ، وثانيا تعطي شعورا بالشبع فترة أطول . فتكون النتيجة أن الجسم يقوم بحرق الدهون المخزنة بشكل أسرع فيقل الوزن .
وأشهر نوعين من البكتيريا النافعة يقومان بذلك بكفاءة هما ( Lactobacillus rhamnosus ) والنوع الثاني هو ( Lactobacillus gasseri ) .
وقد لوحظ أن الأشخاص البدناء ، والمصابون بمرض السكر من النوع الثاني . عند إعطائهم دواء الميتفورمين ( جلوكوفاج ) مع هذه الأنواع من البروبيوتيك ، قد نقص عندهم الوزن بشكل ملموس جدا ، وأسرع من المتوقع . مما أدى لتحسن في حالتهم الصحية والنفسية .
ويجب ملاحظة أن هناك نوع من البكتيريا النافعة تسمى ( Lactobacillus acidophilus ) تعمل على زيادة الوزن . لذا يجب عليك أن تعرف مكونات المنتج الذي ستستخدمه من البكتيريا النافعة ، وتحديد السلالات و الأنواع بداخله .
6- دورها في تحسين صحة الدماغ والجهاز العصبي
من المهم أن تعلم ، أن أحد أهم الأمور التي لها تأثير مباشر على كفاءة وصحة الدماغ والجهاز العصبي عموما ، وأيضا لها تأثير مباشر على حالتك النفسية ، هي نوعية الطعام الذي تتناوله وكيفية إمتصاصه والإستفادة منه .
ومن خلال هذه الحقيقة العلمية . فإن بروبيوتك ( البكتيريا النافعة ) تلعب دورا كبيرا ومهما في تحسين صحة الدماغ والجهاز العصبي . حيث أن البكتيريا النافعة في الأمعاء تقوم بوظيفة مهمة جدا ، وهي تحويل الألياف إلى سلاسل من الأحماض الدهنية الشبيهة بالأوميغا 3 .
هذه الأنواع الفريدة من الأحماض الدهنية عند إمتصاصها من خلال الأمعاء ، تعمل على زيادة كفاءة عمل الدماغ وزيادة نشاطه ، من خلال زيادة التركيز وتقليل الشعور بالإجهاد الذهني وقوة الذاكرة .
وهي فوائد تحدث مع الذين يتناولون الأوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية ، مثل السلمون والتونه . وكانت الأنواع التي لها دور كبير في حدوث ذلك من البكتيريا النافعة هي ( L. rhamnosus ) و ( L. helveticus )
7- تأثيرها على الصحة النفسية
تعمل البكتيريا النافعة على تصنيع هرمون السيروتونين في الأمعاء . وهذا الهرمون يسمى هرمون السعادة الذي يحمي من الإكتئاب ويحسن الحالة المزاجية .
أيضا وكما ذكرنا بالأعلى أن البكتيريا النافعة تنتج سلاسل من الأحماض الدهنية ، المفيدة لسلامة الجهاز العصبي والدماغ . وذلك يدعم كفاءة الجهاز العصبي ، وهو بالتالي يدعم وظائف الدماغ ، ويساعد في تحسين كثير من المشاكل النفسية .
فكثير من الأبحاث المثبتة كانت نتائجها ، أن تناول بروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) من الأنواع التي سنذكرها ، لمدة عشرة أسابيع متتالية ( طبعا مع الأدوية النفسية الأساسية ) قد أدى إلى تحسن حالات كثيرة كانت تعاني من التوتر والقلق والوسواس القهري والإكتئاب و التوحد .
وكانت الأنواع التي لوحظ أن لها هذا التأثير على الصحة النفسية من البكتيريا النافعة هي ( L. casei ) و ( L. acidophilus ) و ( L. bifidum ) .
ومن الممكن في حالات الإكتئاب والتوتر البسيطة ، أن نتناول عشبة القديس يوحنا مع الأوميغا 3 مع هذه الأنواع من البكتيريا النافعة . وسنلاحظ التحسن بشكل كبير خلال 8 أسابيع من الإنتظام عليها .
8- الإلتهابات المهبلية
التوازن بين الكائنات الدقيقة مهم جدا في المهبل . وكثير من الإلتهابات في هذا المكان تحدث بسبب خلل في هذا التوازن ( كما يحدث عند تناول المضادات الحيوية ، أو الإصابة بمرض السكر ) .
ومن المعروف والمثبت علميا ، أن البروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) مهمة جدا لمنع الإلتهابات المهبلية . لذا فعند تناول البكتيريا النافعة و خاصة نوع ( L. Acidophilus ) فإنها تنتج حمض اللاكتيك الذي يعمل على إعادة التوازن من خلال ضبط درجة حموضة المهبل (PH= 5) .
وهذا الوسط الحمضي يمنع تواجد البكتيريا والفطريات الضارة مثل فطر الكانديدا . وهذا النوع من البكتيريا النافعة يتواجد بكثرة في الزبادي . لذا فتناول الزبادي بشكل يومي من الأمور المفضلة جدا للحماية من الإلتهابات النسائية .
9- بروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) و المناعة
بروبيوتك ( البكتيريا النافعة ) مهمة جدا للمناعة . حيث أنها تعمل بشكل مباشر على حماية الجسم من الميكروبات الضارة بحفاظها على التوازن الحيوي . وأيضا إكتساح هذه الميكروبات الضارة مثل ميكروب السالمونيلا وجرثومة المعدة ، في حالة هجوم تلك الكائنات الدقيقة على الجسم .
فالبروبيوتك تعتبر أحد الأسلحة الهامة ، وأحد الخطوط الأمامية في مواجهة الميكروبات الضارة أو الإنتهازية . كما أن البكتيريا النافعة تعمل على إنتاج أجسام مضادة مناعية . وأيضا تعزز كفاءة عمل الخلايا المناعية في الجسم ، مثل الخلايا التائية المناعية القاتلة ( T-Cell ) .
فالبكتيريا النافعة تعمل على تقوية ودعم الجهاز المناعي للجسم ، وهذا يؤدي إلى منع الإصابة بالأمراض . حيث قلت التهابات الجهاز التنفسي مثل الكحة وأعراض البرد والإنفلونزا خاصة عند الأطفال بنسبة 30% .
كما قلت التهابات المسالك البولية خاصة عند النساء بنسبة 50% . وأشهر نوع من أنواع البكتيريا النافعة لهذا الغرض هو ( Lactobacillus Acidophilus ) .
ومن الممكن لو أردت عزيزي القارئ أن ترفع كفاءة جهازك المناعي بشكل قوي وفعال لحمايتك من الأمراض ( خصوصا لو أنك تريد الإعتماد على المصادر الطبيعية ) فننصحك باستخدام هذه الأنواع من البكتيريا النافعة مع عسل المانوكا .
وأيضا للإطلاع أكثر على أهم العناصر المطلوبة لرفع كفاءة جهازك المناعي ، فيمكنك قراءة هذه المقالة بالضغط هنا .
10- دور البكتيريا النافعة ( بروبيوتيك ) في تقليل الكوليسترول الضار وحماية القلب
من المعروف أن زيادة الكوليسترول الضار في الدم يعمل على إحداث مشاكل كثيرة في الشرايين ، ومن بينها شرايين القلب التاجية . لذا فالعمل على خفضها من الأشياء الهامة .
وتعمل البكتيريا النافعة خاصة نوع ( L. aciophilus ) على تقليل الكوليسترول الضار ، وبالتالي الحفاظ على صحة القلب . وذلك من خلال تكسير ومنع إمتصاص الكوليسترول الضار والدهون في الأمعاء .
فقد أثبتت الأبحاث ، أن تناول مايعادل 10 مليارات خلية يوميا من هذه البكتيريا النافعة ، لمدة 10 أسابيع ، قد أدى لتقليل نسبة الكوليسترول الضار بنسبة 12% .
11- بروبيوتيك للاطفال الرضع
يولد الطفل و أمعاؤه خالية من البكتيريا ، سواء النافعة أو الضارة . ويحصل على البكتيريا النافعة تدريجيا وغالبا من الحليب . فلو كنت ترغب في أن يحصل طفلك على كمية البكتيريا النافعة بشكل سريع ، فمن الممكن إعطاؤه نوع خاص من البكتيريا النافعة يتواجد في شكل شراب .
وهذا النوع من البكتيريا النافعة يسمى ( Lactobacillus reuteri ) وشراب البكتيريا النافعة هذا يعطى بجرعة 5 نقاط بالفم قبل الرضاعة بنصف ساعة . حيث وجد أن هذا النوع من البروبيوتك آمن جدا لهم .
كما أنه مع أبحاث كثيرة ، تم الإجماع على أن الرضع الذين تناولوا هذا النوع من البكتيريا النافعة ، قد قلت كثيرا عندهم هذه الأعراض بنسبة كبيرة وملحوظة ، مثل المغص ونوبات البكاء ، إرتجاع الطعام ، والإمساك و الإسهال ( خاصة الإسهال مجهول السبب . أو الإسهال الذي يأتي بعد تناول المضادات الحيوية ) .
ليس هذا فحسب ، بل بحسب الدراسات أيضا لوحظ على هؤلاء الأطفال أن مشاكل الربو والإكزيما ( أمراض مرتبطة بالحساسية ) قد قلت عندهم بشكل كبير عن الأطفال الذين لم يتناولوا هذه البكتيريا النافعة .
وبسبب أهميتها لصحة الرضع كما سبق ، فإن كثيرا من وحدات العناية المركزة الخاصة بالرضع في الولايات المتحدة الأمريكة تضيف هذا النوع من البكتيريا النافعة في النظام الغذائي .
كما أن منظمة الصحة العالمية أوصت بإضافة هذه البكتيريا النافعة في ألبان الأطفال المجففة . ولكن لا يفضل عموما إعطاء الأطفال ( الخدج ) البكتيريا النافعة . فالأبحاث حتى الآن لم تثبت فعاليتها أو أمانها لهم .
12- البكتيريا النافعة للأطفال
البكتيريا النافعة مهمة جدا للأطفال . سواء كانت موجودة بشكل طبيعي في أمعائهم ، أو تؤخذ على شكل مكملات لتحسين عمل الجهاز الهضمي لديهم ، أو لتقوية جهاز المناعة عندهم ، أو لتفادي الإصابة بالأمراض .
ومع كثير من الأبحاث ، تم إثبات فعالية البروبيوتك للأطفال . حيث وجد أن مناعتهم بالفعل قد زادت بسبب أن البكتيريا النافعة تقوم بإنتاج بعض أنواع الأجسام المضادة . كما أنها تعمل على تنشيط الخلايا التائية المناعية (T-Cells) ضد الجراثيم .
أيضا الأطفال الذين تحتوي أمعاؤهم على كميات كبيرة من البكتيريا النافعة ، وجد أن أمراض المناعة مثل البرد والسعال والكحة والإنفلونزا ،
ومشاكل الجهاز الهضمي مثل إرتجاع المرئ والإسهال والإمساك ، وأيضا أمراض الحساسية مثل نوبات الربو أو الإكزيما ،
وجد أن إصابتهم بتلك الأمراض أقل كثيرا سواء في عدد حدوثها ، أو في درجة الإصابة ومدتها من الأطفال الذين عندهم نقص في كمية هذه البكتيريا النافعة .
13- البكتيريا النافعة ( البروبيوتك ) للحوامل و المرضعات
من المعروف أنه أثناء الحمل تقل فعالية الجهاز المناعي للمرأة الحامل . لذا من الأمور التي تعمل على تقوية هذا الجهاز المهم في تلك الفترة هو أن تكون كمية البكتيريا النافعة في الأمعاء جيدة . وذلك لرفع كفاءة الجهاز المناعي ، والوقاية من الأمراض كما ذكرنا بالأعلى .
فالنساء الحوامل والمرضعات اللواتي لديهن كميات كبيرة وجيدة من هذه البروبيوتك ، وجد أن إصابتهم بالأمراض أقل كثيرا من هؤلاء اللاتي لديهن نقص في البروبيوتك .
ليس هذا فحسب ، بل وجد أن أطفال النساء اللاتي لديهن كميات كبيرة ومناسبة من البكتيريا النافعة ، يكونون أقل عرضة لأمراض الربو والإكزيما .
ومن المعروف أن البكتيريا النافعة آمنة سواء لنساء الحوامل أو المرضعات . ويفضل لهن الحصول عليها من المصادر الطبيعة ، كما سنذكر لاحقا .
14- البكتيريا النافعة و الكبد
البكتيريا النافعة مفيدة جدا للجهاز الهضمي بشكل عام ، وللكبد بشكل خاص . فهي تعمل على منع والتقليل من أمراض الكبد ، والتقليل من الآثار الجانبية والأعراض التي تحدث مع أمراض الكبد .
فلو كنت تشتكي من تدهن الكبد ( تراكم الدهون على الكبد وهي حالة مرضية تسمى الكبد الدهني ) . أو تشتكي من إلتهاب الكبد وارتفاع إنزيماته ، كما يحدث عند الإصابة بعدوى فيروسية مثل فيروسات الكبد .
أو تعاني من تليف الكبد بأي درجة من الدرجات . فإن كل ذلك يدعوا إلى إستخدام البروبيوتيك مع باقي الأدوية الأخرى . حيث أنها ستقوم بدورين مهمين جدا هما :-
1)- من المعروف أنه عند إصابة الكبد إصابة مزمنة أو حادة فإن البكتيريا الضارة في القولون تنشط بشكل كبير جدا ، وتزداد أعدادها . وهو ما يؤدي إلى حدوث إنتقال لهذه الجراثيم الضارة لمجرى الدم . بالتالي تحدث الإلتهابات والأمراض . وهنا يأتي دور البكتيريا النافعة في إعادة التوازن ، والحد من تكاثر هذه الجراثيم الضارة .
2)- أيضا هذه الجراثيم الضارة وبسبب ضعف الكبد تعمل على إنتاج كميات كبيرة من الأمونيا (غاز سام) في القولون . ولا يستطيع الجسم التخلص منها . وتدخل الأمونيا للدم وتؤثر على عمل المخ والجهاز العصبي . وتؤدي إلى تغيير في مزاج الشخص ، وعدم التركيز ، والنسيان والغيبوبة .
لذا من الأمور المهمة جدا تناول البكتيريا النافعة للقضاء على هذه الجراثيم الضارة ، وإعادة التوازن في بيئة القولون ، والتقليل من الأمونيا الضارة بشكل فعال .
فالبكتيريا النافعة مهمة لمنع مشاكل الكبد ( مع العلاجات الأساسية الأخرى ) وكذلك لها دور رئيسي في التقليل من الآثار الجانبية المقترنة بأمراض الكبد .
أضرار البكتيريا النافعة ( اضرار كبسولات البروبيوتيك )
بشكل عام ، فإن أضرار أو الآثار الجانبية للبروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) تكون قليلة جدا بل ونادرة . ومن أهم الأعراض التي إشتكى منها بعض الأشخاص هي :-
1)- بعض الغازات و إنتفاخات البطن لكن بشكل طفيف . وتختفي بعد حوالي عشرة أيام من تناول البكتيريا النافعة . وللتغلب على هذه المشكلة ، من الممكن تناول كميات قليلة في الجرعات الأولى ثم الزيادة تدريجيا .
2)- توجد في الأطعمة الغنية بالبروبيوتك مواد بروتينية ، من أشهرها الهيستامين والتيرامين . ومن الممكن عند تناولهم بكميات كبيرة ، أن تسبب حساسية أو صداع لمجموعة قليلة جدا من الأشخاص .
3)- حدث بنسبة نادرة جدا جدا ، أن تحولت البكتيريا النافعة لبكتيريا ضارة . ولكن تقدر نسبة حدوث ذلك بواحد لكل 500 ألف شخص .
لذلك لا يفضل تناول البروبيوتك على شكل مكملات للأشخاص الذين يعانون من أمراض نقص المناعة ، أو يتناولون أدوية إنقاص المناعة . أو من سيقومون بعمل عمليات جراحية .
مصادر البروبيوتيك
أهم مصادر البكتيريا النافعة الطبيعية هي :-
1)- الزبادي ، حيث يحتوي على كميات ممتازة من البروبيوتك الطبيعي . وخصوصا السائل الرائق الشفاف الذي يوجد على سطح الزبادي فهو غني جدا بالبكتيريا النافعة .
2)- المخللات ، وخصوصا مخلل الخيار والملفوف ( الكرنب ) . ويفضل التي تخمر في المنزل . فالأنواع التجارية يوضع عليها غالبا مواد حافظة تعمل على تقليل البروبيوتك ( البكتيريا النافعة ) .
3)- بعض أنواع الأجبان ، مثل الجبن الشيدر ، لكن يعتبر جبن القريش هو أكثر الأنواع التي تحتوي على بروبيوتك طبيعي .
4)- الموز الأخضر ، الشوكولاته الداكنة ، القرفة السيلانية . كلها توفر وسطا جيدا لنمو البكتيريا النافعة في الأمعاء .
أما بالنسبة لمصادر البروبيوتيك ( البكتيريا النافعة ) من المكملات التي توجد في شكل صيدلاني ، إما على شكل أقراص أو كبسولات أو شراب . فكل منتج يكون مدون عليه تركيز ونوع البكتيريا النافعة الذي يحتوي عليه .
وفي هذه المقالة عزيزي القارئ وضحنا أهم الأنواع وأفضلها لكل حالة . وطبعا عليك الرجوع للصيدلي للتأكد من الجرعات ، ونوعية البكتيريا النافعة على المنتج .