الرئيسية » أدوية و مكملات » فيتامين د فوائده الهامة جدا ومشاكل وأعراض نقصه

فيتامين د فوائده الهامة جدا ومشاكل وأعراض نقصه

by د. شادي راضي
2334 الآراء
فيتامين دال

فيتامين د أو فيتامين دال أو فيتامين دي أو فيتامين د 3 ( Vitamin D ) ، يسمى أيضا فيتامين الشمس . حيث أن أشعة الشمس أحد أهم مصادر الجسم للحصول عليه بصورة نشطة .

ومن نعم الله علينا ورحمته بنا أن جعل ضوء الشمس أحد أهم مصادر هذا الفيتامين المهم . فنقص هذا الفيتامين يؤدي لأمراض وأعراض في غاية السوء .

أما أهميته فلا تعد ولا تحصى ، حتى أنه حتى الآن يتم إكتشاف فائدة جديدة لهذا الفيتامين كل فترة . كما أن بعض المراجع والأبحاث تسميه بهرمون دال ، وذلك بسبب تأثيره القوي والهام على الجسم . فدوره ليس فقط في الجوانب الجسدية في الجسم ، بل أيضا له تأثير على الحالة النفسية .

وسنذكر هنا في هذه المقالة تلك الفوائد ، وسنسلط الضوء على أهم النقاط التي تتعلق بهذا الفيتامين الهام ، سواء في جرعاته أو فوائده أو مشاكل نقصه .

ما هو فيتامين دي ؟

فيتامين دال هو أحد الفيتامينات التي تذوب في الدهون . أي أنه يتم تخزينه في دهون الجسم تحت الجلد . وفيتامين دي يتواجد بنوعين أساسيين هما :-

1- Vitamin D3 أو ( cholecalciferol ) ويتواجد فيتامين دال في تلك الصورة في الأطعمة من المصادر الحيوانية ، مثل اللحوم ، البيض ، الأسماك ، منتجات الألبان . حيث يتم إنتاجه في الحيوانات والأسماك عند التعرض لأشعة الشمس .

2- Vitamin D2 أو ( ergocalciferol ) ويتواجد هذا النوع من فيتامين دال في المصادر النباتية . مثل المشروم ، الخضراوات ، والفواكه . حيث يتم إنتاجه في النباتات عند التعرض لأشعة الشمس .

ويعتبر فيتامين دي الثلاثي أو ( D3 ) هو الذي له التأثير الأقوى والأهم ، أما ( D2 ) فتأثيره ضعيف جدا ولا يقارن في فائدته وتأثيره مع ( D3 ) .

كيفية تصنيع فيتامين د3 في الجسم

يتم تصنيع فيتامين د الطبيعي في الجسم على ثلاثة مراحل ، من خلال ثلاثة أعضاء . هي الجلد ثم الكبد ثم الكلية . فيجب عمل هذه الأعضاء الثلاثة بكفاءة حتى نحصل على فيتامين دال في صورته النشطة النهائية .

والبداية هي عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية ( UVB ) والتي تعمل على تحويل مادة ال 7- ديهيدروكوليستيرول ( 7dehydrocholestrol ) الموجودة تحت الجلد إلى مادة الكوليكالسيفيرول ( Cholecaciferol ) وهي فيتامين دال الغير نشط .

ثم يقوم الكبد من خلال إنزيماته بالتنشيط الأول له ، ليتم تحويله إلى 25-هيدروكسيكوليكالسيفيرول ، ويسمى أيضا إختصارا ( كالسيفيديول ) Calcifediol . وهو فيتامين دال النشط جزئيا . وهو الذي يتم تحليل مستوياته في المعامل . وأيضا هو الذي نجده في قطرات و كبسولات و حبوب فيتامين د . 

ثم يتم تنشيطه بشكل كامل ليعطي فيتامين دال النشط ، والذي يقوم بدوره الفيسيولوجي في الجسم . وذلك من خلال الكلية .

حيث يقوم إنزيم معين في الكلية بتحويل الكالسيفيديول إلى (1,25-ديهيدروكسيكوليكالسيفيرول) أو ما يطلق عليه كالسيتريول ( Calcitriol ) ، ويرمز له كيميائيا بالرمز 1,25(OH)2D وهو فيتامين دال النشط كليا . وهو الذي نجده في قطرات فيتامين دال النشط في الصيدليات ، ويتميز بارتفاع سعره .

كيف يعمل فيتامين دال ؟

فيتامين دال له آلية عمل أساسية وهي الحفاظ على صحة العظام والأسنان . وذلك من خلال تنظيم إمتصاص الكالسيوم والفسفور من الأمعاء .

حيث يتم إمتصاص مايعادل 50% من الكالسيوم في الأمعاء ( وهي الكمية المطلوبة للجسم ) في حالة أن مستويات فيتامين دال جيدة في الدم . أما في حالة نقص فيتامين دال ، فإن كمية الكالسيوم التي سيتم إمتصاصها لن تزيد عن 10% فقط .

فعندما يتحد فيتامين دال مع مستقبلات فيتامين دال التي في الأمعاء فإن الأمعاء ستمتص الكالسيوم وتنقله للدم بسهولة وكفاء أكثر . وبالتالي فإن نقص فيتامين دال يؤدي للنقص في تركيز الكالسيوم في الجسم . وما يترتب على ذلك من مشاكل في العظام والأسنان وباقي الأعضاء كما سنعرف لاحقا .

كما أن مستقبلات فيتامين دال منشرة في باقي أعضاء الجسم وليس الأمعاء فقط . حيث نجدها في القلب والعضلات ، وفي البنكرياس ، الدماغ ، الرئة ، وفي الأوعية الدموية ، الغدد الصماء ، والبروستاتا .

وعلى هذا نستطيع التأكد ومعرفة كم أن هذا الفيتامين مهم جدا لعمل كل هذه الأعضاء الحيوية بكفاءة . فنقصه مرتبط إرتباطا وثيقا بخلل في عمل هذه الأعضاء كما سنعرف في باقي هذه المقالة .

فوائد فيتامين د

فوائد و أهمية فيتامين د كثيرة جدا . ويكفي أن تعلم عزيزي القارئ أنه كل فترة يتم إكتشاف مهمة جديدة لهذا الفيتامين في الجسم . وسنحاول هنا أن نسلط الضوء على أهم فوائده واستخداماته :-

1- فيتامين د 3 للعظام و الأسنان

يعتبر الكالسيوم أحد المكونات الرئيسية في تركيب العظام والأسنان . ونقصه يؤدي في الأطفال إلى لين العظام أو مايسمى بالكساح ، وفي الكبار إلى هشاشة العظام .

لذا فمن المهم أن تكون مستويات فيتامين د 3 جيدة في الدم ، حتى يتم إمتصاص الكالسيوم ، ويترسب على العضام والأسنان بشكل صحي سليم .

فالكساح أو لين العظام عند الأطفال ( Osteomalacia ) هو خلل يصيب العظام أثناء فترة نمو الأطفال ( خصوصا في المرحلة العمرية أقل من ثلاثة سنوات ) ويأتي على شكل أعراض كثيرة ، منها تقوس الساقين .

والسبب الرئيسي له هو خلل في ترسيب الكالسيوم على العظام ، وهو أحد أشهر اعراض نقص فيتامين د . أيضا نقص فيتامين دال لدى الأطفال و الرضع يؤدي لمشاكل في ظهور الأسنان لديهم وضعفها .

أما هشاشة العظام ( osteoporosis ) فهو مرض يصيب الكبار . وهو عبارة عن ترقق وقلة كثافة العظام ، وسهولة كسرها . وهو مرض ينتشر في السيدات أكثر من الرجال .

وأحد أهم أسبابه هو قلة ترسيب الكالسيوم بسبب نقص تركيزات فيتامين دال في الدم ، سواء بسبب سوء التغذية ، أو بسبب تدني كفاءة الكلية في إنتاج فيتامين دال النشط بسبب التقدم في العمر . أيضا هذا النقص يؤدي لهشاشة الأسنان وسهولة تكسرها .

لذا فمن المهم لينعم أطفالنا بعظام سليمة وأسنان قوية ، وعدم تعرضهم لمرض الكساح . ولكي نمنع الهشاشة وضعف الأسنان لكبار السن بأكبر قدر ممكن ، يجب أن نحرص على أن يحصلوا على الكمية الكافية من فيتامين دال والكالسيوم .

2- فيتامين دي 3 والعضلات

يلعب فيتامين دي دورا مهما في بناء وقوة العضلات في الجسم . فهو يعمل على زيادة كفاءة حركة العضلات سواء الإنبساطية أو الإنقباضية . أيضا هو يقلل من فرص الإصابة بمرض التصلب اللويحي ويقلل من أعراضه . 

كما أن فيتامين دال يقلل من إصابة العضلات بالشد العضلي . ويمنع ضعف العضلات والشعور السريع بالإجهاد والتعب العضلي . كما أن نقص فيتامين دال الشديد يعمل مع الوقت على تحلل بروتينات العضلات وتراكم السموم . وهذا يؤدي في النهاية لضعف وضمور في تلك العضلات .

لهذا نلاحظ بشكل واضح أن الأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في فيتامين دال يعانون دائما من الشعور المستمر بالإجهاد والتعب ، وضعف وألم بالعضلات . وبمجرد أن يتم رفع مستوى هذا الفيتامين في أجسامهم تتحسن حالتهم ، وتختفي تلك الأعراض بشكل فوري .

3- فيتامين دال ومرض السكر

مرض السكر من أكثر الأمراض شيوعا في العصر الحديث . وله أسباب كثيرة من أهما الوراثة والعادات الغير صحية . مثل تناول الكثير من السكريات والنشويات ، وعدم ممارسة الرياضة ، والتوتر المستمر والسمنة .

وقد وجد أن فيتامين دال له دور كبير جدا في الوقاية من الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني ( type 2 diabetes ) حيث أنه يعمل على زيادة حساسية الخلايا لهرمون الإنسولين ليقوم بعمله في خفض سكر الدم بشكل جيد .

أيضا حتى المصابون بمرض السكر ، سواء من النوع الأول المعتمد على الإنسولين ( Type 1 diabetes mellitus ) أو من النوع الثاني . إذا كان مستوى فيتامين دال لديهم جيد في الدم ، فإن ذلك يعمل على زيادة كفاءة عمل الإنسولين لديهم .

مما يعطي نتائج جيدة في السيطرة على السكر في الدم لديهم . بعكس هؤلاء الذين يعانون من نقص في فيتامين دال ، فإن الأمور لديهم ستزداد سوءا .

4- فيتامين دال و القلب

كما ذكرنا سابقا ، أن مستقبلات فيتامين (د) منتشرة في الجسم والأعضاء الحيوية ومنها القلب . فالقلب عبارة عن عضلة ، و قلنا سابقا أن فيتامين دال له دور كبير في إنقباض وانبساط العضلات . أي أن ضربات القلب تتأثر تأثرا مباشرا بالنقص في هذا الفيتامين .

فنجد أن كثيرا من الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في هذا الفيتامين لمدة طويلة ، يعانون بدرجة ما من عدم إنتظام في ضربات القلب لديهم . ويشتكون من آلام في منطقة الصدر المقابلة لمكان القلب (غالبا يكون الألم على شكل نغزات ) .

وقد بينت العديد من الدراسات الحديثة ، وجود علاقة قوية بين النقص الحاد المستمر في فيتامين دال و أمراض القلب . خصوصا الأشخاص الذين يعانون من مرض عدم إنتظام ضربات القلب أو ( arrhythmia ) .

حيث وجد أن نقص فيتامين دال لديهم يزيد من سوء وخطورة هذا المرض . فمهم جدا ضبط مستويات فيتامين دي في الدم لمرضى القلب والضغط .

5- فيتامين د والمناعة

من أهم ماتم إكتشافه بخصوص فيتامين دال ، هو أن هذا الفيتامين يلعب دورا أساسيا جدا في تنظيم جهاز المناعة . فهو يعمل كهرمون منظم ومنشط لهذا الجهاز الهام . فمستويات فيتامين دال عندما تكون في معدل سليم وجيد ، فإن هذا يعتبر من المؤشرات التي تدل على فعالية ونشاط جهاز المناعة ، والعكس صحيح .

كما أن أحد أهم أهداف الفيروسات والجراثيم عند مهاجمتها للخلايا إتلاف مستقبلات فيتامين دال داخل الخلية ، لتتمكن هذه الجراثيم من السيطرة على هذه الخلية .

ففيتامين دال يعمل على زيادة وسرعة إستجابة الجهاز المناعي لمواجهة الجراثيم الضارة . ويعمل على زيادة كفاءة خلايا الجهاز المناعي ، خصوصا الخلايا التائية ( T-Cells ) .

وبالتالي فإن الأشخاص الذين لديهم مستويات ممتازة من فيتامين دال ، أقل عرضة للأمراض المختلفة من هؤلاء الذين يعانون من النقص في هذا الفيتامين الهام .

6- فيتامين دال و السرطان

في دراسة علمية في الولايات المتحدة الأمريكية ، إستمرت لمدة 6 سنوات . شملت 2200 سيدة من مناطق مختلفة ، ممن تخطت أعمارهم 55 عاما .

وجد أن المجموعة التي يكون تركيز فيتامين دال لديهم مابين ال( 70-100 ng/mL ) ، وجد أن معدل إصابتهم بأنواع السرطان المختلفة مثل سرطان القولون أو سرطان الثدي ، أقل بكثير جدا من النساء اللواتي كان لديهن نقص أو إنخفاض في فيتامين دال .

لذا فمن الأمور الهامة أن يكون مستوى فيتامين دال لديك في المنطقة الممتازة . وهي بين ال (70 و ال 100 ng/mL ) في الدم . فهذا التركيز من فيتامين دال في الدم ، يعمل على مكافحة الخلايا السرطانية بشكل فعال ، ومحاربتها والقضاء عليها .

فكثير من الدراسات المخبرية ، أثبتت فعالية وقدرة فيتامين د على محاربة أنواع عديدة من السرطان . مثل سرطان المستقيم ، سرطان القولون ، وسرطان البروستاتا ، وسرطان الثدي .

وقد ربطت كثير من الأبحاث ، النقص الحاصل في فيتامين دال للأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا تصلها أشعة الشمس بشكل مستمر . أو البدناء ، أو أصحاب البشرة الداكنة ، وبين زيادة معدلات إصابتهم بمرض السرطان . كما هو مذكور في تلك المقالة البحثية هنا .

7- فيتامين دال و الأمراض الجلدية

فيتامين دال عندما يتواجد بتركيزات جيدة في الجسم ، فإنه يعمل على محاربة شيخوخة الجلد ، وتقليل ظهور التجاعيد والبقع التي يصاب بها الجلد مع التقدم في العمر .

كما أنه تم إثبات أن فيتامين دال له دور كبير جدا في التقليل من درجة وأعراض أمراض الجلد . خصوصا مرض الصدفية والإكزيما ( حتى الإكزيما العصبية ) .

فالمصابون بهذه الأمراض إذا كان لديهم تركيز جيد من فيتامين دال في الجسم ، فإن مساحة وشدة الإصابة ستكون أقل بشكل كبير جدا من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم نقص في فيتامين دال .

فلكي تتفادى مشاكل أمراض البشرة ، والتقليل من شدة مرض الإكزيما و الصدفية ، وتقليل فترة العلاج المطلوبة ، ولزيادة فعالية العلاجات الأخرى التي ستستخدمها لعلاج هذه الأمراض ، يجب أن تكون إحدى أهدافك المهمة هي ضبط مستوى فيتامين دال في الدم .

ففيتامين دال أحد الفيتامينات المضادة للأكسدة . وهذا ما يعطيه قدرته على الحفاظ على البشرة بشكل صحي ، ومنع أو التقليل من ظهور التجاعيد . فنقص فيتامين دال أحد الأسباب التي تؤدي لبشرة باهتة وسرعة ظهور التجاعيد بها .

فالبشرة تحتاج لمجموعة من الفيتامينات التي تحافظ عليها ، ومن أهم هذه الفيتامينات فيتامين دال ، فيتامين ألف ، فيتامين سي ، وفيتامين هاء .

كما أن مرض حب الشباب تزداد شدته من حيث الإنتشار ودرجة الإلتهاب مع الذين لديهم نقص في فيتامين دال . حيث أن فيتامين دال يقلل من الإلتهابات الناتجة من حبوب الشباب .

وأيضا يقلل من إنتشار تلك الحبوب في الجسم كله ، وذلك بسبب أن فيتامين دال له دور كبير في زيادة فعالية وكفاءة عمل الإنسولين ، وما يترتب عليه ذلك من ضبط مستوى السكر بالدم .  

 

8- فيتامين دال و الشعر

مؤخرا بينت الأبحاث والدراسات الحديثة أهمية فيتامين دال للشعر . حيث يعمل فيتامين دال على تنشيط بصيلات الشعر ، بحيث يزيد من تدفق الدم في هذه البصيلات .

ويؤدي ذلك لتحفيز نمو الشعر ومنع تساقطه وتقويته . كما أن كثيرا من الأبحاث أكدت أن هناك إرتباطا بين النقص الحاد في فيتامين دال وتساقط الشعر .

لذا فمن أهم التحاليل التي يجب أن نقوم بعملها في حالات تساقط الشعر المختلفة ( بما فيها حالات مرض الثعلبة ) هو تحليل مستوى فيتامين دال في الدم .

فلو وجدنا فيه نقص أو إنخفاض فيجب تصحيح هذا النقص وعلاجه . ففيتامين دال أحد الأمور الهامة جدا التي يجب الإهتمام بها في بروتوكولات علاج تساقط الشعر .

9- فيتامين د والحالة النفسية

لوحظ أن معظم الذين يعانون من إضطرابات في الحالة النفسية مثل التوتر ، القلق ، الإكتئاب ، الوسواس القهري لديهم نقص في تركيزات فيتامين د لديهم .

وأنه بمجرد إعطائهم جرعات فيتامين دال ، وتحسن تركيز هذا الفيتامين لديهم في الدم تحسنت حالتهم بشكل ملحوظ ( طبعا مع إستخدام الأدوية النفسية الموصوفة لهم ) .

فمستقبلات فيتامن دال منتشرة في الدماغ البشري . وبالتالي فيتامين دال له دور مباشر في التأثير على خلايا الدماغ .

سواء من خلال زيادة كفاءة عمل هرمون الإنسولين ، وبالتالي زيادة كفاءة إستهلاك خلايا الدماغ البشري للجلوكوز . أيضا بسبب إرتباط هرمونات مثل الأدرينالين و السيروتونين في عملها مع فيتامين دال .

فكل ذلك يؤكد أن فيتامين دال من الأشياء المهمة لتحسين الحالة النفسية للشخص . سواء بأن يمنع ويقلل من حدوث المشاكل النفسية مثل القلق والإكتئاب .

أو من خلال أنه يساعد الشخص الذي يعاني بالفعل من هذه الأمراض على تقليل شدة الأعراض ، وسرعة الشفاء منها بمساعدة باقي الأدوية أو العقاقير التي تم وصفها له مثل عشبة القديس يوحنا ، للتخلص من هذه المشاكل النفسية .

وقد لوحظ إرتفاع معدلات الإكتئاب والإنتحار ، في الدول التي تعيش في الظلام معظم أيام السنة . مثل السويد ، ألاسكا . وهذا أحد أسباب شعور الكثير منهم بحالات الاكتئاب الموسمية .

كما أن فيتامين دال له دور مهم في تنظيم النوم ومنع الأرق . فنقصه عند كثير من الأشخاص يؤدي إلى إضظرابات في النوم . وبمجرد ضبط مستوياته في الدم تتحسن حالتهم . فيهنؤون بنوم هادئ و متواصل وعميق .

لذلك يعتبر شرب كوب من الحليب الدافئ بالعسل ، أحد الأمور التي تساعد على سرعة النوم ، وذلك لما يحتويه من كالسيوم وفيتامين دال .

فيتامين دال
فيتامين دال له دور هام في عمل هرمونات السعادة والتي أهمها هرمون السيروتونين . كما أنه هام لضبط الساعة البيولوجية للنوم . لذا نقصه الشديد المزمن يؤدي لظهور أعراض الإكتئاب والقلق واضطرابات النوم .

10- فيتامين د للحامل والمرضعة

من المعروف أنه أثناء الحمل و الرضاعة يوجه الجسم كل إمكاناته لخدمة الجنين و الرضيع . بحيث يوفر له كل ما يلزمه من عناصر غذائية ، سواء عن طريق المشيمة للجنين ، أو عن طريق لبن الأم للرضيع .

فإذا لم تتوفر هذه العناصر الغذائية بالشكل المناسب للجنين من خلال غذاء الأم ، فسيعمل الجسم على توفيرها من خلال مخزون الأم الرئيسي في العظام والأسنان . وعلى هذا فنحن أمام إحتمالين .

الأول أن يكون تركيز فيتامين دال والكالسيوم جيد عند الأم المرضعة أو الحامل . وذلك من خلال حصولها على الكميات المطلوبة منهما . سواء عن طريق المكملات أو الطعام . وبالتالي سيحصل الرضيع أو الجنين على تلك العناصر مباشرة . ويستفيد منها في بناء هيكل عظمي قوي ، وأسنان قوية .

وستحافظ الأم على عظامها وأسنانها قوية . أيضا لن تعاني من مشاكل نقص هذه العناصر الهامة . مثل هشاشة العظام في المستقبل عندما تكبر ، أو مشاكل الضعف العام وألم العضلات .

الثاني أن يكون تركيز فيتامين دال عند المرضع أو الحامل به نقص . وهو مايؤدي غالبا للنقص في تركيز الكالسيوم أيضا . وبالتالي سيضطر الجسم للحصول على الكالسيوم من عظام الأم لكي يعطيه للجنين أو الرضيع .

وستكون النتيجة أن عظام الأم وأسنانها ستكون ضعيفة ، وستشعر بألم مستمر بها ، ومع التقدم في العمر ستعاني غالبا من هشاشة العظام ، وضعف وتكسر الأسنان .

أما الجنين أو الرضيع فلن يحصل على الكالسيوم بشكل جيد . ومن الممكن أن يعاني هو أيضا من لين في العظام ، وضعف في الأسنان وتأخر نموها وظهورها . 

فمن المهم أن نعلم ، أن فيتامين دال للمرضع أو للحامل من الأمور الأساسية ، والتي يجب أن لا يحدث به نقص أبدا . فتناول الأم المرضع أو الحامل لمكملات الكالسيوم وفيتامين دال ، أو الحصول عليهما من مصادرهما الطبيعية ، أمر لا جدال فيه .

وسنعرف في قسم الجرعات ، الكمية المطلوبة للأم الحامل أو المرضع من فيتامين دال اليومية .

11- فيتامين د للرضع

يحتاج الطفل الرضيع حديث الولادة لفيتامين دال بشكل أساسي ، ليساعده على إمتصاص الكالسيوم والفسفور ولرفع مناعته . وبالطبع معظم الرضع لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مناسب . كما أن حليب الأم أو حتى الألبان الصناعية لا تحتوي على كميات مناسبة من فيتامين دال .

لذا ينصح أن نعطي للطفل فيتامين دال من اليوم الأول للولادة . وهناك من يفضل إعطاؤه فيتامين دال من عمر شهرين . لكن الأبحاث الحديثة كلها أكدت على إعطاء الطفل فيتامين دال من اليوم الأول . 

حيث لوحظ أن هؤلاء الأطفال عند إعطائهم من اليوم الأول ، يتمتعون بمناعة أقوى ، وأسنان قوية تظهر في معادها ، وتقل عندهم أمراض كثيرة ، مثل الربو ، الإكزيما ، والصدفية .

وسنذكر الجرعات اليومية المطلوبة للرضع الذين يعتمدون على حليب الأم ، أو الرضاعة الصناعية ، في قسم الجرعات لاحقا .

12- فيتامين د للأطفال

كما علمنا سابقا أهمية فيتامين دال في إمتصاص عناصر مهمة للجسم ، مثل الكالسيوم ، الماغنيسيوم ، والفسفور . لذا فإن نقص فيتامين دال لدى الأطفال يؤدي لعواقب وخيمة .

حيث يؤدي إلى ضعف كثافة العظام بسبب سوء ترسيب الكالسيوم على العظام . وهو ما يؤدي لمرض الكساح ولين العظام في الطفل ، وضعف وتأخر ظهور أسنان الطفل ، وضعف النمو العام ، وقلة مناعة الطفل .

أيضا أشارت الأبحاث أن الطفل الذي يتمتع بمستوى جيد من فيتامين دال ، يكون أقل عرضة للأمراض المناعية . مثل مرض السكر من النوع الأول ، الصدفية ، الإكزيما ، ومرض الربو .

لذا فمن المهم أن يحصل الطفل على الكمية اليومية المطلوبة من هذا الفيتامين الهام جدا . ليتمتع بالصحة والمناعة والنمو الطبيعي .

13- فيتامين دال للكبار

إن وجود فيتامين دال بتركيزات جيدة في الدم يؤدي للتمتع بحياة صحية سليمة . حيث أن فيتامين دال مهم للعضلات وانقباضها وانبساطها ، ومهم لعمل عضلة القلب . فالنقص في هذا الفيتامين يؤدي لألم وإلى وهن العضلات ، وضعف عام . وعدم إنتظام في ضربات القلب .

بل إن الحالة النفسية تكون سيئة أيضا ، ويشعر المريض بقلق وتوتر واكتئاب في حالة النقص المستمر الشديد في فيتامين دال . كما أن من أعراض نقصه أيضا تساقط الشعر ، وتصبغ الجلد وبهتانه ، وسرعة ظهور التجاعيد فيه وشيخوخته .

وفيتامين دال نقصه في الكبار يؤدي لمرض الهشاشة . حيث تكون العظام ذات كثافة قليلة ، وتكون ضعيفة سهلة الكسر . كما أن نقصه يؤدي لضعف الأسنان ، فتصبح الأسنان شفافة ، وقد تتعرض للكسر والتآكل بشكل سريع .

كما أن مستويات فيتامين دال الجيدة تحمي من السرطان . حيث بينت الأبحاث أن مستوى فيتامين دال الذي يكون مابين ( 70 إلى 100 ng/ml ) في الدم يؤدي للحماية وتقليل فرص الإصابة بسرطان البروستاتا والقولون و سرطان الثدي .

أيضا فيتامين دال يقلل من فرص الإصابة بمرض السكر بشكل كبير . لما له من تأثير مباشر على الخلايا  . حيث يزيد حساسية مستقبلات الإنسولين لهرمون الإنسولين ، وبالتالي زيادة كفاءة عمل الإنسولين .

كما أن النقص الشديد في فيتامين دال يسبب الشعور بالدوخة وعدم الإتزان ، حيث أن النقص فيه يؤدي لعدم إنتظام إستقلاب الكالسيوم في الأذن الوسطى وهي مسؤولة عن الإتزان في الجسم .

14- فيتامين د والوزن

إن من الأسئلة الكثيرة التي نواجهها بشكل مستمر ، هل فيتامين دال يزيد الوزن ؟ وهل فيتامين دال يعمل على ثبات الوزن ؟ أم هل فيتامين دال يسبب نزول أو إنقاص الوزن أو يخسس ؟

والإجابة على هذا السؤال الهام هي باختصار ، أن فيتامين دال يعمل على إنقاص الوزن الزائد ، والحفاظ على الوزن المثالي ، وزيادة الوزن . ولكن كيف يحدث هذا ؟

ببساطة يعمل فيتامين دال عندما يكون في مستوياته الطبيعية مع الكالسيوم على تقليل الشهية في حالة السمنة . من خلال التحكم في مركز الشبع في المخ .

حيث أنه في حالة السمنة يزداد حجم الخلايا الدهنية ، وهو مايحفز مركز الشبع والجوع في الدماغ من خلال هرمون اللبتين على تقليل الشهية للأكل . وفيتامين دال يعمل على زيادة حساسية مركز الشبع والجوع في الدماغ لهرمون اللبتين . 

ومن خلال الآلية السابقة ، يعمل فيتامين دال أيضا في حالة النحافة على زيادة الشهية ، من خلال أن الجسم تقل فيه مستويات الخلايا الدهنية ، فيقل مستوى اللبتين في الدم . فيعطي مركز الشبع والجوع إشارات بزيادة الشهية للطعام .

أما في حالة الوزن المثالي ، فإن معدل الدهون وحجم الخلايا يكون مثاليا ، ويكون تركيز اللبتين في الدم معتدل . وبالتالي يكون الشعور بالشهية للطعام معتدلا .

فباختصار ، مستوى فيتامين دال الجيد في الدم مع الكالسيوم ، يعمل على زيادة كفاءة عمل اللبتين ، وهو هرمون الشبع والجوع في مركز المخ .

وأيضا لزيادة كفائة هرمون اللبتين بشكل مباشر وفعال يمكن تناول أوميغا 3 . حيث أنها تعمل بشكل مماثل على هذا الهرمون الهام للتحكم في الوزن . ويمكنك الإطلاع على آلية عمل الأوميغا 3 والجرعة المطلوبة لذلك من خلال هذا الرابط هنا .

15- فيتامين دال و أمراض الجهاز التنفسي

فيتامين دال  له دور مهم في الوقاية من مشاكل الرئة . مثل مرض الربو ( Asthma ) ، أو مرض الإنسداد الرئوي المزمن ( COPD ) .

فكما ذكرنا من قبل أن الرئة أحد العضاء الحيوية التي تنتشر بها مستقبلات فيتامين دال . فله دور مهم في تنظيم عملية الإنقباض و الإنبساط للعضلات الملساء في القصبة الهوائية ، والألياف العضلية المحيطة بالحويصلات الهوائية الرئوية .

كما أن فيتامين دال له دور مهم كما ذكرنا في رفع كفاءة الجهاز المناعي . وبالتالي زيادة قدرة الجسم على محاربة والقضاء على البكتيريا والفيروسات التي من الممكن أن تصيب الجهاز التنفسي ، سواء العلوي أو السفلي .

فالأطفال والكبار الذين يتمتعون بتركيزات جيدة من فيتامين دال ، تكون عدد مرات إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي وشدة الأعراض أقل كثيرا من هؤلاء الذين يعانون من نقص في فيتامين دال .

كما أن الأشخاص الذين يصابون بالإلتهابات في الجهاز التنفسي من جراء العدوى البكتيرية أو الفيروسية ( مثل الفيروسات من العائلة التاجية ومنها الكورونا المستجد ( COVID-19 ) وجد أنهم لوكان فيتامين دال لديهم في مستويات جيدة ، أن نسبة نجاتهم وشفائهم تكون مرتفعة جدا . 

بخلاف الذين لديهم نقص في هذا الفيتامين . حيث تكون فرص الوفاة لديهم أو تدهور حالتهم عالية . لذا فمن الخطوات التي يتم إتباعها حاليا في علاج هذه الحالات ، هي قياس فيتامين دال لديهم . فلو وجد فيه نقص ، يتم فورا إعطاء المريض هذا الفيتامين للسيطرة على المرض وليساعد في شفاء الحالة .

16- فيتامين دال و هرمون التستوستيرون

هناك إرتباط مباشر بين فيتامين دال وبين هرمون التستوستيرون ( Testosterone ) . وهرمون التستوستيرون مهم للرجال في بناء العضلات ، والحفاظ على كتلة العضلات . ومهم جدا للخصوبة وإنتاج الحيوانات المنوية .

وأيضا لقوة العظام ونموها ومنع هشاشة العظام . ولإعطاء مظاهر البلوغ مثل خشونة الصوت ، وظهور الشعر في أنحاء الجسم . ونمو الأعضاء التناسلية ، وزيادة الرغبة الجنسية .

وفيتامين دال يؤدي بشكل مباشر إلى تحفيز أنسجة الخصية لإنتاج هرمون التستوستيرون . فالأشخاص الذين لديهم مستوى جيد من فيتامين دال ، في الغالب يكون هرمون التستوستيرون عندهم في تركيز جيد أيضا . أما نقص فيتامين دال الحاد والمستمر فغالبا سنجد معه نقص في هرمون التستوستيرون .

لذا من أهم الأشياء التي يجب مراعاتها عند رفع الخصوبة للرجال ، وعند علاج نقص هرمون التستوستيرون هو تحليل فيتامين دال . حيث أن زيادة فيتامين دال تؤدي بشكل مباشر لزيادة هرمون التستوستيرون ، وما يصاحبه ذلك من الفوائد مثل تحسن الرغبة الجنسية . وزيادة قدرة الإنتصاب للرجال .

وهناك مقالة تحدثنا فيها عن أفضل الطرق وأكثرها فعالية وأمانا لزيادة إنتاج هرمون الذكورة بشكل طبيعي في الجسم . وللإطلاع عليها يرجى الضغط هنا .

أعراض نقص فيتامين دال

إن النقص في فيتامين د منتشر بشكل شائع أكثر مما نتصور ، وفي جميع الأعمار . بسبب أسلوب الحياة الحديثة التي نعيشها الآن . فلم يعد الناس يتعرضون بشكل يومي لأشعة الشمس ( أشعة الشمس الغير ضارة وتكون بعد الشروق بقليل أو التي قبل الغروب بقليل ) .

وإستخدام واقيات الشمس ( على الرغم من أن واقي الشمس مهم جدا لحماية الجلد من أشعة الشمس الضارة ) . واستهلاك كميات كبيرة من المشروبات الغازية والكافيين . وعدم الحركة وقلة النشاط البدني . وفي الولايات المتحدة لوحدها تصل نسبة النقص في فيتامين دال إلى 55 % .

وتختلف اعراض نقص فيتامين د من شخص لآخر . حسب الوزن والعمر والجنس . ولكن معظم الأعراض تكون على النحو التالي :-

1- في الأطفال أشهر عرض لنقصه هو مرض الكساح ، لين العظام ، تأخر بروز وظهور الأسنان .

2- في كبار السن يظهر على شكل هشاشة العظام ، وسهولة كسرها ( خصوصا عظمة الفخذ ) .

3- شعور بالإكتئاب والقلق والتوتر ، التعب والإرهاق العام .

4- ألم في عظام الجسم كلها ، خصوصا عظمة الساق وأسفل الظهر .

5- قلة الرغبة الجنسية ، وأحيانا ضعف في الإنتصاب لدى الرجال .

6- تساقط الشعر .

7- زيادة مشاكل الأمراض الجلدية . فلو كان الشخص مريض صدفية أو إكزيما ، ويشتكي من نقص في فيتامين دال ، سنجد أن هذه الأمراض ستزداد حدتها وشدتها ويطول وقت علاجها .

8- مشاكل واضطرابات في النوم و أرق . حيث أن فيتامين دال له دور كبير في إنتاج هرمون الميلاتونين ، وهو هرمون يفرز من الغدة النخامية ، يعمل على تنظيم الساعة البيولوجية للنوم .

9- ضعف المناعة ، وكثرة الإصابة بنزلات البرد ، وأمراض الجهاز التنفسي .

10- مشاكل في عضلات القلب ، وعدم انتظام ضرباته . وأحيانا الشعور بالألم في موضع القلب ، ويكون ألم على شكل نغزات متكررة .

11- إرتفاع في سكر الدم .

أكثر الفئات المعرضة لنقص فيتامين دال

هناك أشخاص معرضون بشكل كبير للنقص في فيتامين دال أكثر من غيرهم وهم :-

1- الأطفال الرضع . حيث أنهم في الغالب لايتعرضون لأشعة الشمس ، وحركتهم قليلة . كما أنهم يعتمدون في غذائهم على الحليب بشكل رئيسي . والحليب لا يحتوي على كميات كبيرة من فيتامين دال.

2- كبار السن ( من هم فوق ال 65 سنة ) . حيث أن حركتهم تكون قليلة نسبيا . وأيضا لا تعمل لديهم الكلية بشكل جيد ( ذكرنا بالأعلى أن الكلية تلعب دورا رئيسيا في تنشيط فيتامين دال ) . وبالتالي إنتاج فيتامين دال النشط لديهم يكون أقل من الطبيعي . لذا يعطى لهم فيتامين دال النشط .

3- أصحاب البشرة الداكنة . لعدم إستفادتهم بشكل جيد من أشعة الشمس الطبيعية .

4- الذين يعيشون في مناطق وبلدان يغلب عليها الظلام أكثر فترات العام . مثل دول السويد وكندا .

5- من يعانون من السمنة وزيادة الوزن . حيث أن فيتامين دال يذوب في الدهون ، وبالتالي نجد تركيز فيتامين دال مترسب في طبقات الشحوم لديهم ، وتركيزه في الدم أقل من الطبيعي .

6- مرضى الفشل الكلوي ( يتم إعطاؤهم فيتامين دال النشط ) .

جرعة فيتامين د

إن الجرعات اليومية المطلوبة ، والتي يحتاجها الجسم بشكل أساسي ، حتى لا يحدث نقص في فيتامين دال تكون كالآتي :-

1)- من عمر يوم وحتى 12 شهر (400) وحدة دولية / يوم .

2)- من عمر سنة و حتى 14 سنة (600) وحدة دولية / يوم .

3)- من عمر 14 سنة فما فوق ( 1000) وحدة دولية / يوم .

4)- الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين دال لحامل و المرضعات (1000) وحدة دولية / يوم .

وهذه الجرعات هي التي من المفروض الحصول عليها يوميا ، للمحافظة على مستوى فيتامين دال . أما الجرعات العلاجية فتكون أكبر بالتأكيد ، حيث أنها تعالج النقص الحاصل بالفعل في فيتامين دال .

 

أشعة الشمس أهم مصادر فيتامين د

فيتامين دال يسمى بفيتامين الشمس . وهو الفيتامين الوحيد الذي نحصل عليه من خلال أشعة الشمس . فمن رحمة الله بنا أن جعل مصدره الأساسي هو الشمس . حيث أن هذا الفيتامين الذي لاغنى عنه أبدا أفضل مصدر له وبلا مقابل مادي ومتوفر ليكون في متناول كل البشر هو الشمس .

لكن وعلى الرغم من ذلك ، وبسبب عدم تعرض الناس لأشعة الشمس بشكل سليم ( أو الذين يعيشون في بلاد لا تظهر فيها الشمس كثيرا ) نجد أن أكثر من نصف سكان الأرض يعانون من النقص في هذا الفيتامين .

ولكي نحصل على فيتامين دال الطبيعي من أشعة الشمس بدون ضرر هناك عدة شروط لذلك :-

1- يجب أن يكون الوقت المناسب للتعرض لها هو أشعة الشمس الفضية ( الساعة التي تكون بعد الشروق مباشرة ) أو أشعة الشمس الذهبية ( ال45 دقيقة قبل الغروب ) .

2- يجب كشف الوجه والذراعين أو الساقين ، بحيث يكون على الأقل 15% من الجسم مكشوفا ، وعدم وضع واقي شمس .

3- عدم التعرض للشمس من خلال الزجاج . بل تسقط أشعة الشمس بشكل مباشر على الجلد .

4- لكي تحصل على كفايتك الأسبوعية من فيتامين دال ، لابد من الجلوس فترة (15) دقيقة لأصحاب البشرة الفاتحة ، و(20) دقيقة لأصحاب البشرة الداكنة ، ثلاث مرات أسبوعيا على الأقل .

حيث أن التعرض لأشعة الشمس بهذه الشروط لمدة (10) دقائق ، يمنحك مالا يقل عن (10000-15000) ألف وحدة دولية على الأقل .

مصادر فيتامين دال الأخرى

كما ذكرنا بالأعلى أن الشمس هي أهم مصدر لفيتامين د . ولكن هناك من لا يستطيع أن يلتزم بالشروط التي ذكرناها ليستفيد من أشعة الشمس . أو أنه يعيش في مناطق شبه مظلمة ، أو بلدان لا تنعم بأشعة الشمس طوال العام .

لذا من الأسئلة الشائعة أين يوجد فيتامين دال أيضا بخلاف أشعة الشمس ؟ والمصادر الأخرى لفيتامين دال عديدة ومن أهمها :-

1- المكملات . حيث توجد بالصيدليات أشكال متعددة من فيتامين دال ، وبتركيزات مختلفة . فنجد هذا الفيتامين على شكل أقراص ، أو كبسولات بتركيزات مختلفة  .

مثل تركيز ألف(1000) وحدة دولية (IU) . وتركيز عشرة آلاف(10000) وحدة دولية . و بتركيز خمسة آلاف(5000) وحدة دولية . وأيضا تركيز خمسين ألف(50000) وحدة دولية التي تؤخذ مرة في الأسبوع .

وأيضا على شكل قطرات ، بحيث تعادل كل قطرة (100) وحدة دولية من فيتامين دال . وقد يتواجد مع مجموعة من الفيتامينات والمعادن ، أو مع الكالسيوم بتركيز (400) وحدة دولية . 

2- الأسماك الدهنية ، وهي أحد أهم مصادر فيتامين دال . مثل السلمون ( كل 100 جرام توفر 450 IU ) . والرنجة والسردين والتونة  ( كل 100 جرام توفر تقريبا 250 IU ) .

3- زيت كبد الحوت ، أو زيت كبد القد أحد أغنى المصادر بفيتامين دال ، حيث تحتوي الملعقة الصغيرة منه (5) مللي على ما يعادل (500) وحدة دولية من فيتامين دال . إلى جانب ما يحتويه أيضا من أوميغا 3 وفوائدها العديدة والهامة . 

4- يحتوي صفار البيضة الواحدة على فيتامين دال يعادل (40) IU .

5- يحتوي كوب الحليب كامل الدسم ، وأيضا كوب البرتقال الطبيعي الطازج الذي مقداره (250) مللي ، على فيتامين دال يعادل تقريبا (120) وحدة دولية . 

علاج نقص فيتامين دال

يجب أن تعلم في البداية ، أنه يجب أن تقوم بعمل تحليل فيتامين دال ، لمعرفة هل تعاني من نقص فيه أم لا . وإذا كنت تعاني من نقص فيه فهل هذا النقص تحت ال 10 ng/ml ، أم تحت ال 30 ng/ml .

هل هذا النقص يصاحبه أعراض أم لا ؟ وهل وزنك مثالي أم تعاني من البدانة ؟ وكم عمرك ؟ وهل وظائف الكلية عندك سليمة ؟ فكل هذه الأمور يتم وضعها في الحسبان قبل الشروع في إعطائك فيتامين دال لتعويض النقص لديك .

فمن خلال التحاليل والإجابة على الأسئلة السابقة ، سيتم وضع الخطة العلاجية الخاصة بك . ومعرفة مقدار الجرعة ، وهل ستكون يومية أم أسبوعية . وسيتم تحديد الفترة التي ستتناول فيها فيتامين دال .

وهناك جرعات مختلفة من فيتامين دال ، مثل جرعة خمسون ألف وحدة دولية (50000) والتي تؤخذ مرة في الأسبوع . أو جرعة عشرة آلاف وحدة دولية  (10000) ، وعشرون ألف وحدة دولية (20000) والتي من الممكن أخذها مرتين في الأسبوع أو يوميا . وهناك جرعة الخمسة آلاف وحدة دولية (5000) ، و ألف وحدة دولية (1000) والتي تؤخذ يوميا .

وهناك فيتامين دال على شكل قطرات أو سائل . وكل قطرة فيه تكون بتركيز (100) وحدة دولية . ومن الممكن شرب العبوة كاملة مرة واحدة ، أو على مرات متفرقة ، حسب شدة النقص في فيتامين دال ، وعلى حسب العمر وكفاءة الكلية .

وهناك فيتامين دال على شكل بخاخ . ولكن هذا الشكل الصيدلاني غير منتشر ، ويتميز بغلاء سعره .

ومن المهم أن تعرف ، أن كل هذه الأشكال الصيدلانية لفيتامين دال ، سواء كانت أقراص أو كبسولات ، أو على شكل شراب أو قطرات (سائل) ، أو بخاخ . فكلها تؤدي نفس المفعول ، ولا يوجد منها من هو فعال أكثر من الآخر .

ولا يوجد تركيز أو طعام ، أو شكل صيدلاني لفيتامين دال ، يقوم برفع معدلات هذا الفيتامين في الدم بشكل سريع . فمن الأسئلة التي نواجهها هي ( أريد رفع فيتامين دال في أسبوع واحد ؟ ) أو ( أريد أن أرفع فيتامين دال بسرعة ؟ ) فكل هذا غير صحيح .

ففيتامين دال بأقصى جرعاته حتى يعطي لنا نتيجة ملحوظة ، يحتاج لفترة من شهر إلى شهرين . أما أعراض نقصه ( مثل التوتر وتساقط الشعر وآلام العظام واضطرابات النوم ) فتبدأ في الزوال بعد حوالي أسبوعين من تناوله .

 

هل يجب إعطاء فيتامين دال مع الكالسيوم ؟

من المعروف أن الكالسيوم يحتاج لفيتامين دال لكي يتم إمتصاصه من الأمعاء . كما أن فيتامين دال يحتاج للكالسيوم لكي نستفيد منه .

لذا يوصى بشدة عمل تحليل لفيتامين دال والكالسيوم بالدم . فلو كان بهما نقص ، فسيتم إعطاء الكالسيوم مع فيتامين دال معا . أما لو كان فقط فيتامين دال هو الذي به نقص ، فلا يفضل إعطاء الكالسيوم ، منعا لزيادة الكالسيوم بالدم .

ولا ينصح أبدا بإعطاء الكالسيوم بدون تحليل مسبق ، منعا لحدوث الآثار الجانبية لزيادة الكالسيوم في دم ، والتي منها تكون حصوات بالكلية .

طريقة تناول فيتامين دال

يتم تناول فيتامين دال إما على شكل مرة يوميا ، أو مرة أسبوعيا . حسب تركيز الجرعة وشدة النقص ، والعمر وأيضا حسب نشاط الكلية .

ويؤخذ فيتامين دال عموما بعد الوجبات . ويفضل أن تكون الوجبة دسمة . حيث أن إمتصاص فيتامين دال يزداد مع الأكل الدهني ( فهو فيتامين يذوب في الدهون كما علمنا سابقا ) .

وبالنسبة لفيتامين دال الذي على هيئة سائل ، فمن الممكن وضع الجرعة على كوب ماء ، أو عصير . ويشرب بعد الطعام الدهني أيضا .

وكثيرا ما يسأل الناس عن ما هو أفضل وقت في اليوم لتناول فيتامين دال ؟ و الإجابة أن أفضل وقت لتناول فيتامين دال هو الصباح . ولا يفضل تناوله ليلا قبل النوم حتى لا يتداخل مع عمل هرمون الميلاتونين ويسبب الأرق .

التسمم من فيتامين دي وأعراضه

إن نقص فيتامين دال أمر شائع جدا . لكن أن يحدث فيه زيادة في الدم لدرجة التسمم فهو أمر نادر جدا . وهذا يحدث عندما نتناول كميات كبيرة جدا منه من خلال المكملات ذات التركيز العالي لفترة طويلة جدا . فيحدث أن يتراكم في الدم ويؤدي لمشاكل كثيرة . وللمعلومية لا يحدث تسمم أبدا بفيتامين دال من خلال الطعام ، أو من خلال التعرض لأشعة الشمس . 

ويحدث التسمم بفيتامين دال في الدم عندما يرتفع مستواه في الدم عن (150) ng/ml . و يجب ألا تتخطى مستويات فيتامين دال في الدم عن (100) ng/ml  وإلا تعتبر زيادة عن الحد الطبيعي .

وأكثر مشكلة تحدث بسبب زيادة فيتامين دال ، هي زيادة إمتصاص الكالسيوم . وبالتالي يزيد تركيز الكالسيوم في الدم . وهو ما يؤدي إلى تكوين حصوات في الكلية ، وترسب الكالسيوم في أعضاء الجسم الحيوية مثل الرئة والقلب . ومن أهم أعراض زيادة فيتامين دال والكالسيوم بالدم هي :-

1)- تكون حصوات في الكلية ، و فشل كلوي .

2)- ضعف في الشهية ، غثيان ، ألم في المعدة ، إسهال .

3)- كثرة التبول ، والعطش الشديد جدا .

4)- عدم التركيز ، والإرهاق الشديد .

لذا فبالنسبة للأشخاص الطبيعيين الذين لا يعنون من نقص في فيتامين دال ، يجب عليهم أن لا تزيد الجرعة اليومية التي يتناولونها عن (2000) ألفين وحدة دولية ( أنصح بأن لا نتجاوزها ) . فهذا يعتبر الحد الآمن جدا لهذا الفيتامين . 

أما أقصى جرعة يومية لمن لا يعاني من النقص في فيتامين دال ويتناوله كمكمل هي (4000) أربعة آلاف وحدة دولية ، حسب توصيات منظمة الصحة العالمية .

المقالات ذات الصلة