الرئيسية » طفولة و أمومة » لهاية الطفل ( المصاصة ) . هل هي مفيدة أم مضرة ؟

لهاية الطفل ( المصاصة ) . هل هي مفيدة أم مضرة ؟

by د. شادي راضي
2228 الآراء
لهاية الطفل (مصاصة) أو الببرونة ، هل هي فعلا مفيدة للأطفال والرضع ؟ أم مضرة ؟

لهاية الطفل أو المصاصة أو الببرونة ( Baby Pacifier ) . يطلق عليها أحيانا ( السكاتة ) أو( التيتينة ) . كلها مرادفات لأداة صغيرة ومهمة نستخدمها كثيرا لأطفالنا .

وقد كثر الجدل حولها ، وتعددت الأسئلة عنها . هل هي مفيدة وبالتالي أستخدمها لطفلي ؟ أم أنها قد تسبب الضرر لطفلي ، وبالتالي أنا في غنى عنها وعن مشاكلها ؟

كل هذا سنجيب عنه بالتفصيل في هذه المقالة . بحيث أنك عزيزتي الأم بمجرد إنتهائك من قراءة هذه المقالة ، ستكونين قد عرفتي كل ما يتعلق بها . وعثرتي على إجابات كل هذه الأسئلة ، فهيا بنا …

هل أستخدم اللهاية لطفلي ؟

هل أعطي المصاصة للرضيع أو الطفل أم لا ؟ إجابة هذا السؤال هو (نعم) و (لا) . أي تختلف الإجابة حسب الطفل و الأم . فمبدئيا يفضل عدم إعطاء الطفل المصاصة في أي عمر من الأعمار . فهي ليست ضرورية لنمو الطفل ، أو أن عدم إعطائها للرضع والأطفال سيؤثر عليهم بالسلب .

فلو كان الطفل هادئ ، ولا يشتكي من أمراض تسبب له الألم أو العصبية . ورضاعته طبيعية ، و يبكي بشكل طبيعي ولفترات طبيعية ( المعدل الطبيعي في المتوسط لبكاء الطفل الرضيع يوميا حوالي 75 دقيقة بشكل متقطع ) فهذا الطفل لا يحتاج إلى اللهايه أساسا .

أما لو كان هناك ضرورة لإستخدام المصاصة ، كأن يكون الطفل عصبي ومتقلب المزاج ، ويبكي بشكل متواصل ، أو لايستطيع النوم إلا بها .

أو يشكو من مرض يحظر معه البكاء مثل الفتق السري ( Umbilical Hernia ) ، أو الفتق الإربي ( Inguinal Hernia )  فعند بكاء هذا الرضيع يزداد الأمر سوءا . ففي هذه الحالة يفضل إعطاؤه المصاصة ، حتى نقلل من نوبات البكاء و التشنج .

أيضا لو كانت الأم متوترة ، أو تشكو من مشاكل و ضغوط عصبية أو نفسية ، وبكاء الطفل يزيد من توترها . في هذه الحالة من الممكن إعطاء الطفل اللهاية بالطريقة التي سنذكرها لاحقا .

ولكن قبل أن تعطي الرضيع اللهايه ، يجب عليك أن تعلمي أنها أداة مهمة ، سيرتبط بها الطفل بشكل أو بآخر لفترة طويلة . لذا يجب أن تختاري المصاصة بعناية ، بحيث تكون لها مواصفات محددة بدقة . حتى نتجنب الأضرار قدر المستطاع ، ونحصل على أكبر قدر من الفائدة .

مواصفات اللهاية ( المصاصة ) الطبية

لابد من إختيار المصاصة بمواصفات قياسية ، وأن تكون من خامات جيدة ، وبمواصفات معينة . وإلا ستكون أضرار هذه اللهايه أكثر مما نتوقع في حال عدم إلتزامك بهذه المعايير . وشروط اللهايه الجيدة هي كالآتي :-

1)- يجب أن تكون اللهايه مصنوعة لتلائم شكل الفك و الأسنان . وهذا النوع نجد مكتوب عليه ( Orthodontic Pacifier ) . فلابد من وجود هذه العبارة على المصاصة ، حتى نضمن أنها مصنوعة بشكل لن يؤثر على فك الرضيع ، أو شكل و نمو أسنانه .

2)- يجب أن تكون مصنوعة من السيلكون الخالص (آمن) ، وخاليه من مادة البارابين ( Paraben Free ) . وأن تكون قطعة واحدة ، وليست من عدة أجزاء مركبة ببعضها ، فالطفل من الممكن أن يفككها و يبتلع أي جزء منها و يسبب له إختناق .

3)- من المهم جدا جدا أن نبحث عن هذه العبارات للتأكد من خلو المصاصة من ثلاثة مواد خطرة جدا على الرضع و الأطفال . فهذه المواد حذرت منها منظمة الصحة العالمية .

حيث وجد أنها تمتص من الجهاز الهضمي للطفل ، وتسبب مشاكل صحية و عصبية للطفل . مثل التوحد أو أطياف التوحد ، أو فرط الحركة وتشتت الإنتباه ، وسرطان الدم ( نجد هذه المواد في الأنواع رديئة الصنع والرخيصة ) .

وهذه الثلاث مواد الضارة هي (polyvinyl chloride) ، ونجد عبارة أن المصاصة خالية منه (PVC Free) . 

ومادة (Phthalate) ، وعبارة أنها خاليه منه (Phthalate Free) . 

ومادة (Bisphenil – A) ، وعبارة أنها خالية منه (BPA Free) .

4)- يجب أن تكون طرية جدا ، بحيث لا تسبب أي ضغط على فك الرضيع .

5)- أن تكون رفيعة من العنق ، وأن يكون الرأس مكور وحجمه صغير . بحيث لا يكون هناك فرق كبير في الحجم بين العنق و الرأس ( أفضل شكل مصاصة لحديثي الولادة ) .

6)- أن تكون رفيعة من العنق ، والرأس دائري ومشطوف ( أفضل شكل لهاية للاطفال من عمر 4 شهور فما فوق ) ، وهذا الشكل هو الذي نجده في صورة المقالة ، فهذا هو شكل اللهاية الطبي .

فوائد اللهايه

كما ذكرنا سابقا ، أن المصاصة ليس من الضرورة إستخدامها . لكن في حالات معينة تستدعي الضرورة إستخدامها ، وستكون مفيدة في هذه الحالات :-

1)- تساعد الطفل على الهدوء . وقد وجد أن سبب ذلك هو أن كثيرا من الأطفال وهم في الرحم قبل الولادة يقومون بمص الإصبع ( خصوصا إصبع الإبهام ) .

وبالتالي حدث لديه تعود على تلك الحركة ، وأصبح المخ لدى الرضيع متأقلم معها . فبعد الولادة عند إعطاء الطفل حديث الولادة اللهايه فسيتخيل أنه مازال في الرحم ، وهذا سيعطيه الشعور بالراحة والأمان .

2)- تقلل من خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع (SIDS). حيث أنها تحث الطفل على المص والتنفس في فترات النوم أو فترات الغفلة .

3)- يوجد بعض الأطفال يولدون بطبع عصبي متشنج . فعندهم البكاء يكون بسبب وبلا سبب . وكثرة بكائهم تؤدي لمشاكل ، مثل تعب و إرهاق الأبوين . وتكون غازات ببطن الطفل ، نتيجة دخول كمية كبيرة من الهواء للأمعاء نتيجة البكاء .

وكل هذا يؤدي للمغص ، والمغص يؤدي للبكاء . ويدور هذا الطفل في تلك الدائرة المغلقة . فالأفضل إعطاؤهم المصاصة لتقليل نوبات البكاء لديهم .

4)- تساعد على نوم الطفل بسرعة ، وخصوصا مع الإستيقاظ الليلي للرضيع .

5)- في حالات معينة تكون مفيدة بشكل جيد ، مثل التخفيف من الضغط على أذن الرضيع أثناء ركوب الطائرة .

أضرار اللهاية ( السكاتة ) و آثارها الجانبية

أهم مشاكل و أضرار المصاصة :-

1)- ممنوع تماما إعطاء الرضيع اللهاية بعد الولادة مباشرة . بل ننتظر حتى يكمل الرضيع أسبوعين على الأقل بعد الولادة ونعطيها له .

وذلك حتى نعطي فرصة للطفل على الإرتباط والتعود على الرضاعة الطبيعية . أما لو أعطي قبل أسبوعين اللهايه ، فسوف يرفض الرضاعة الطبيعية في الغالب . وقد نضطر لإعطائه حليب صناعي .

2)- من الممكن إذا كانت الببرونة ملوثة ( مثل أن تترك مكشوفة للحشرات ) . أو لا يتم غسلها بشكل منتظم ، أن تنقل للطفل العدوى و الأمراض والنزلات المعوية .

3)- من الممكن أن تسبب أو تزيد من فرص الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى للطفل . حيث أن اللهاية تحفز إفراز اللعاب بشكل كبير ، وهذا اللعاب لو كان يحتوي على بكتيريا أو فطريات ، فستنتقل تلك الجراثيم عن طريق قناة استاكيوس للاذن الوسطى وتؤدي لإلتهابها .

4)- من الممكن أن تؤدي لتكرار إصابة الطفل بالقرح والفطريات . لذا إذا كان الطفل مصابا بفطريات الفم فيجب عدم إعطائه المصاصة حتى يشفى . أو يتم تعقيمها في كل مرة قبل إعطائه إياها .

5)- لو كانت اللهاية صلبة وقاسية وغير لينة ، أو كبيرة في الحجم وغير مناسبة لسن الطفل ، فستضغط على عظام فك الرضيع ، وتغير من شكله . كما أنها ستؤثر على نمو الأسنان ، بحيث سيكون طولها أقل من الطبيعي .

6)- إذا كانت اللهاية غير مطابقة للمواصفات التي ذكرناها سابقا ، فمن الممكن أن تؤثر على بروز الأسنان للأمام أو للخلف . مما يستدعي تركيب تقويم أسنان في المستقبل .

7)- من الممكن ان يدمن عليها الطفل ، فلا يسكت أو ينام إلا بها .

8)- لو إستخدم الطفل المصاصة فترات طويلة و لعمر كبير ( أكبر من سنتين ) ، فستعوقه من الإندماج بالكلام مع الوسط المحيط حوله . ويؤدي ذلك لصعوبات الكلام .

9)- ممكن بسبب التغيير في بروز الأسنان ، وسقف الحنك ، وتسطح اللسان ، الذي يحدث للأطفال الذين يستخدمون أنواع غير طبية من اللهايات ولفترات وأعمار طويلة ، أن يصابوا بلدغة في الحروف ( لثغة ) خصوصا حرف السين و الراء .

كيف تؤثر اللهايه على أسنان و فك الطفل ؟

في حالة كانت المصاصة غير مطابقة للشروط والمواصفات التي ذكرناها سابقا . مثل أن تكون رديئة الصنع ، أو مصنوعة من مادة قاسية وصلبة ، أو ذات حجم كبير ،

أو أن تكون اللهايه غير مناسبة لعمر الرضيع . أو أن الطفل ظل يستخدمها معظم فترات اليوم . أو أنك تركتي الطفل يستعملها حتى بلغ أعمارا كبيرة ( أكبر من سنتين ) .

كل ذلك سيؤدي إلى البطء في نزول الأسنان العلوية ، وبطء في صعود الأسنان السفلية . وذلك بسبب الضغط على تلك الأسنان باللهاية القاسية . وبالتالي لن تكون الأسنان بالطول الطبيعي . وهذا سيؤدي لما يسمى بالعضة المفتوحة . أي سيكون هناك فراغ بين الأسنان العلوية الأمامية والسفلية .

أو سيعمل الضغط على الأسنان بأن تتحرك الأسنان العلوية للأمام ، والأسنان السفلية للخلف ، ويؤدي ذلك لما يسمى بالعضة المعكوسة . كما أنه من الممكن أن يحدث تسطح للسان . وتشوه في عظام الفك التي تكون لينة وسريعة النمو للرضع .

وكل تلك المشاكل قد نحتاج معها لتركيب تقويم أسنان للطفل . كما أن هذه المشاكل قد تؤدي لصعوبات في النطق . لذا يجب الإلتزام بكل التحذيرات ، وطرق الإستخدام الصحيحة ، ونوعية اللهايه التي ستستخدمينها لطفلك .

متى نعطي الطفل المصاصة ومتى نفطمه منها ؟

ممنوع أن نعطي اللهاية لرضيع عمره أقل من أربعة عشر يوما . وإلا سنواجه مشكلة رفضه للرضاعة الطبيعية . 

أما متى نمنع الطفل و نفطمه من اللهاية ؟ فيفضل عند عمر السنة . وأقصى عمر يمكن أن نصل إليه مع اللهايه هو عمر سنتين للطفل . ويجب أن نفطمه منها تدريجيا بأن نقلل فترات إستخدامه لها بالتدريج .

أما لو تخطينا عمر السنتين ، ومازال الطفل يعتمد على المصاصة . فسنواجه صعوبة بالغة في فطامه منها . حيث سيكون قد تعود عليها بشكل كبير .

كما أن كل المشاكل التي ذكرناها سابقا من تشوه في الفك والأسنان ، وصعوبات النطق ، ستكون قد ظهرت بشكل واضح . وكلما طال وقت إستخدام الطفل للهايه ، كلما أدى ذلك لصعوبة إصلاح تلك المشاكل . 

فلو فطمنا الطفل من اللهاية عند عمر سنتين أو أقل ، فستقل المشاكل السابق ذكرها بنسبة 10% .

أما لو فطمنا الطفل عند عمر من سنتين لأربع سنوات ، فسنواجه تلك المشاكل بنسبة تصل إلى أكثر من 40 % .

أما لو إستمر الطفل في تناول المصاصة في عمر أكبر من أربع سنوات ، فسنواجه تلك المشاكل بنسبة تزيد عن 75 % .

كيف أفطم طفلي من اللهايه ( السكاتة ) ؟

من السهل جدا فطام الطفل من المصاصة من خلال طريقتين :-

1)– نضع على حلمة السكاته ( اللهاية ) أي مادة ذات طعم غريب ( مثل الخل ) . أو طعم لاذع مثل ( عصير الليمون المركز ) . أو طعم مر مثل ( زيت حبة البركة ) . طبعا يجب أن تكون المادة آمنة للطفل ، وأن نضعها بكميات بسيطة جدا على اللهايه . فالطفل ذواق بطبيعته ، وسيشعر بالفرق مع أبسط كمية ، وسينفر من اللهاية ويكرهها بشكل سريع .

2)- أن نقص جزء من حلمة اللهايه ، وبالتالي سيفقد الطفل قدرته على مص الحلمة وسيتركها .

هل اللهايه ( المصاصة ) تسبب غازات للطفل ؟

لو كانت اللهاية مصنوعة بشكل ردئ ، وغير مطابقة للمواصفات والشروط التي ذكرناها بالأعلى .  أو كانت غير مناسبة لعمر الطفل ، كأن يكون مكتوب على المصاصة أنها تستخدم من عمر ستة أشهر وعمر الطفل شهرين مثلا . 

ففي الغالب أن هذه المصاصة ستؤدي إلى أن الطفل سيبتلع معها كميات كبيرة من الهواء الذي سيدخل لأمعاء الطفل ويسبب له غازات وانتفاخات ومغص . وستتحول اللهايه من وسيلة لتهدئة الرضيع لأحد أسباب المغص والغازات وبكاء الطفل .

وهناك علامة مهمة نعرف من خلالها هل اللهاية مناسبة للطفل وأنها لا تعمل على إدخال الهواء لبطن الطفل . وهي أن تكون رضاعة الطفل للهاية صامتة بلا أي صوت ، فهذا دليل على إحكام فم الطفل على اللهاية بشكل يمنع دخول الهواء لفم الطفل .

المقالات ذات الصلة