نقص هرمون التستوستيرون ( Decreased level of testosterone ) أو هرمون الذكورة ، قد يكون طبيعيا ( Physiological ) بسبب التقدم في العمر .
وقد يكون مرضيا ( Pathological ) كأن تكون هناك مشاكل في الخصية التي تنتجه . أو مشاكل في الغدة النخامية ( Pituitary Gland ) التي تتحكم في إنتاجه .
وهذا الهرمون له دور مهم جدا في صحة الرجل . فهو المسؤول عن تطور الصفات الذكورية لدى الرجال مثل نمو الشعر ، ونمو الأعضاء الذكورية ( القضيب ، البروستاتا ، الخصيتين ) .
أيضا هو المسؤول عن القدرة الجنسية ( الإنتصاب ) ، وعن الشعور بالرغبة الجنسية ، وتكوين الحيوانات المنوية ( الخصوبة ) فالنقص في هرمون التستوستيرون يؤدي للعقم عند الرجال .
وبما أنه أحد أهم الهرمونات البنائية فإن له دورا كبيرا في بناء وزيادة قوة الكتلة العضلية عند الرجال . وأيضا كثافة وقوة العظام . أيضا يلعب دورا هاما في الصحة النفسية للرجل ، وله مهام أخرى عديدة . لذا فلا مبالغة عندما لقب بملك الهرمونات .
ويعد نقص هرمون التستوستيرون أحد الأمور التي تقلق الرجال ، لما له من آثار مباشرة عليهم . لذا في هذه المقالة سنسلط الضوء على هذا الهرمون الحيوي من حيث تصنيعه ومعدلاته الطبيعية في الدم . وأعراض نقصه . وما هي أسباب نقصه . فهيا بنا …
كيف يتم إنتاج هرمون الذكورة ؟
يتم إنتاج هرمون التستوستيرون بداية عن طريق الغدة النخامية التي تفرز هرمون ( L.H ) والذي يعمل كمحفز للخصية لإنتاج هرمون التستوستيرون .
ومن الجدير بالذكر ، أن النساء أيضا لديهن نسبة من هرمون التستوستيرون ، لكن بنسبة بسيطة ( لا تتعدى 60 نانوجرام ) . ويتم إنتاجه عن طريق المبيض .
كما أنه مع التقدم في العمر ، ينقص معدل التستوستيرون عند الرجال ، ويزيد عن السيدات .
ماهو المعدل الطبيعي لهرمون الذكورة عند الرجال
يبدأ إنتاج هذا الهرمون من بداية الأسبوع الثامن من عمر الجنين . وتكون ذروة تركيز هذا الهرمون في عمر الثمانية عشر عاما . ومع التقدم في العمر ، خاصة بعد سن الأربعين ، يبدأ هرمون التستوستيرون بالإنخفاض تدريجيا بمعدل 1-2 % كل عام .
ويعد هذا النقص طبيعيا أو فسيولوجيا عند كل الرجال . كما أن هذا النقص يحدث بشكل تدريجي وبطئ . حتى أن معظم الرجال لا يشعرون بالفرق الذي يحدث لهم ، إلا في أمور بسيطة . كأن تكون القدرة الجنسية لديهم ليست كما في السابق .
وهناك مقالة هامة ، تتحدث عن الطرق الطبيعية والفعالة والآمنة لزيادة إنتاج هرمون التستوستيرون في الجسم . وللإطلاع عليها يرجى الضغط هنا .
والمعدل الطبيعي لهرمون التستوستيرون عند الرجال يتراوح ما بين ( 300 – 1050 ) نانوجرام . وأفضل معدل للرجال الأصحاء يكون حول ال( 600 ) نانوجرام ، يزيد أو ينقص قليلا .
ويكون هرمون التستوستيرون في أعلى تركيزاته وقمة أدائه في الصباح ، وبالتحديد الساعة السابعة صباحا . ويكون عند أدنى مستوياته مساء ، وبالتحديد السابعة مساء .
أما لو نقص تركيز هذا الهرمون عن ال(300) نانوجرام فإن هذا يعد إنخفاضا مرضيا فيه ، يؤدي لأعراض مرضية ومشاكل صحية إذا لم يتم علاجه .
أسباب نقص هرمون التستوستيرون المرضية
أسباب نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال كثيرة . منها أن يكون هناك خلل في الغدة النخامية . أو يكون هناك خلل في الخصية ، كما يحدث في الأطفال الذين يولدون وتكون الخصية لديهم مازالت في تجويف البطن ، وهي حالة تسمى الخصية المعلقة ( undescended testes ) وتستلزم تدخلا جراحيا .
وقد يكون المرض بسبب الجينات ، حيث يولد الطفل بمتلازمة كلاينفيلتر (Klifelter Syndrome) وتحدث بمعدل ( 2:1000 ) طفل .
وفيها تكون الكروموسومات ( XXY ) ويكون حجم الخصيتين صغيرا جدا بحجم حبة الحمص تقريبا ، ولا تستطيع إنتاج هرمون التستوستيرون .
أيضا تعرض الخصية للعلاج الإشعاعي ، أو الكيميائي ، أو الصدمات بالشكل الذي يؤثر عليها مستقبلا من حيث النمو ، أو القدرة على إنتاج التستوستيرون .
كما يلعب أسلوب الحياة المدنية الحديثة دورا رئيسيا في إنخفاض هرمون التستوستيرون ، وقلة خصوبة الرجال .
حيث أن قلة المجهود البدني ، وكثرة تناول الوجبات السريعة التي تعتمد على مكونات تؤثر على هرمون التستوستيرون مثل منتجات الفول الصويا ، واللحوم المهرمنة أو المصنعة .
أيضا زيادة التوتر والقلق وحالات الإكتئاب (التوتر المستمر يؤدي لزيادة هرمون الكورتيزون بالجسم ، وهو ما يؤدي لانخفاض هرمون التستوستيرون ) .
كما أن فيتامين دال ( Vitamin D ) وبعض المكملات الهامة خاصة الزنك ، والسيلينيوم ، والمغنيسيوم ، والكروم ، أحد أعراض نقصها هو نقص هرمون التستوستيرن .
أيضا أمراض الكبد ، مثل الكبد الدهني ، أو تليف الكبد . فكل الماصبين بأمراض الكبد يكون مستوى هرمون الذكورة لديهم منخفض بشكل كبير .
وأيضا أمراض السمنة وزيادة الوزن ، فالخلايا الدهنية تعمل على تحويل هرمون التستوستيرون إلى هرمون الإستروجين (الأنثوي ) . فكلما زاد وزن الرجل قل لديه مستوى التستوستيرون .
كذلك مرضى السكر ، فحوالي 20% منهم لديه نقص في هرمون الذكورة ، أيضا ظاهرة مقاومة الإنسولين لها دور كبير في نقص مستويات هرمون الذكورة .
كما أن بعض الأدوية لها دور في نقص التستوستيرون ، من أشهرها أدوية الكورتيزون ، وبعض أدوية الضغط .
أيضا مخفضات دهون الدم ( Statin Drugs ) ، فالأدوية المخفضة لدهون الدم تعمل على إنقاص الكوليسترول وهو مهم لإنتاج التستوستيرون .
أعراض نقص هرمون التستوستيرون
عندما يقل مستوى هرمون الذكورة في الدم عن 300 نانوجرام ويستمر في التراجع بلا علاج ، فإن ذلك يؤدي لعدة علامات ، منها ما يكون ظاهرا بشكل واضح ، ومنها ما يظهر بشكل تدريجي .
ويعتمد ظهور تلك العلامات والأعراض على درجة الإنخفاض في مستوى الهرمون ، وأيضا العمر . حيث أن أعراض نقص هرمون التستوستيرون في فترة ما قبل البلوغ ، تختلف كثيرا عن أعراض نقصه في مرحلة ما بعد البلوغ ، كما سيتضح لنا الآن .
(1)- أعراض النقص في هرمون الذكورة في فترة ما قبل البلوغ
من الطبيعي أن يبلغ الشاب عند عمر 13-14 سنة . حيث تبدأ علامات النضج الجسدي في الظهور عليه . ومن الممكن أن يؤدي النقص في هرمون الذكورة إلى التأخر في البلوغ ، وتظهر علامات التأخر كالآتي :-
1- عدم نمو الأعضاء الجنسية ( الخصية و القضيب ) ويظل حجمها صغيرا لا يتناسب مع العمر .
2- عدم تناسق الأطراف مع الجذع ( تأخر البلوغ البنيوي ) فنجد أن أطرافه العلوية والسفلية أطول من اللازم ولا تتناسق مع طول جذعه الذي يكون قصيرا . ومن الممكن ملاحظة هذه العلامة في سن صغيرة (8-9) سنوات بالمقارنة بينه وبين الأطفال في نفس عمره .
3- عدم ظهور شعر العانة والإبط والذقن . أو ظهوره لكن بشكل خفيف جدا ومتفرق .
4- عدم نضج الصوت ، بل تظل درجة الصوت لديه طفولية وغير عميقة .
5- عدم نمو الكتلة العضلية ( حتى لو قام بعمل تمارين رياضية فلن يكون تأثيرها واضحا ، وتظل عضلاته ضعيفة ) ويكون الجسم كأنه يحتوي على دهون أكثر وليس عضلات .
6- كثافة العظام لديه تكون أقل من الطبيعي ، حيث يكون من السهل تعرضه للكسور من حوادث قد تكون بسيطة .
7- تضخم الثدي ( Gynecomastia ) .
(2)- أعراض النقص في هرمون الذكورة بعد سن البلوغ
تختلف الأعراض التي تحدث بسبب نقص هرمون التستوستيرون في فترة ما بعد البلوغ . فبعد أن أدى هرمون التستوستيرون دوره في إيصال الشخص لمرحلة البلوغ ( بما فيها من الصفات الذكورية النفسية والجسدية ) فلو حدث إنخفاض في مستوياته بعد ذلك لأي سبب من الأسباب السابقة ، فإن هذا النقص سيظهر على شكل الأعراض العشرة التالية :-
1- قلة الرغبة الجنسية .
2- ضعف في الإنتصاب ، أو حدوث الإنتصاب بشكل غير كافي ( يحدث هذان العرضان كلاهما أو أحدهما بشكل مستمر ، أو شبه مستمر ) .
3- هرمون التستوستيرون يسمى بوقود الرجال . فالنقص المؤثر فيه يجعل الشخص دائم الشعور بالتعب والإرهاق والكسل ، وقلة التركيز ، ولا توجد لديه عزيمة أو إرادة ، والشعور بالرغبة الدائمة في النوم .
4- الزيادة المستمرة في الوزن ( بدانة ) . فحتى لو اتبع الشخص أكثر طرق الرجيم فعالية لإنقاص الوزن كرجيم الصيام المتقطع مثلا فلن ينخفض وزنه بالشكل المطلوب .
5- تآكل الكتلة العضلية حتى مع ممارسة التمارين . وزيادة دهون الجسم . وزيادة حجم الثديين . ويصبح الجسم رخوا بعض الشئ ، وتقل قوة العضلات بشكل ملحوظ .
6- تتأثر الحالة النفسية ، بحيث يصبح الشخص سريع الإنفعال على أتفه الأسباب ، ويشعر الشخص بحزن وعدم الرغبة في متع الحياة ، وقلة التركيز ، و كآبة ( كل هذه الأعراض النفسية تحدث بدون سبب ) .
7- قلة أو إنعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي . وقلة حجم السائل المنوي أثناء القذف .
8- إنخفاض في كثافة العظام ، قد يصل لمرحلة الهشاشة . وسهولة تكسر العظام .
9- فقدان كثيف لشعر الوجه والجسم .
10- الإصابة بفقر الدم ، بسبب قلة عدد كريات الدم الحمراء .
فلو شعرت بحدوث أول عرضين رقم (1) ورقم (2) مع عرض واحد أو أكثر من باقي الأعراض الثمانية ، فيجب عليك التوجه لفحص مستوى هرمون التستوستيرون .
علاج نقص هرمون الذكورة
عند الشك بوجود نقص في هذا الهرمون ، كصغر حجم الخصية عند الأطفال ، أوعند وصول الطفل لعامه الثاني عشر ولم تبدأ بعد ملامح البلوغ بالظهورعليه ، أو بعد سن البلوغ شعرت بأعراض نقصه بالطريقة التي ذكرناها سابقا ، فيجب عمل فحص لمستوى هرمون التستوستيرون .
ويتم الكشف عن النقص عن طريق الدم . ويفضل أن تؤخذ العينة صباحا ، حيث يكون مستوى الهرمون في أعلى معدلاته . وعند التأكد من وجود خلل كبير ونقص مؤثر في مستوى هذا الهرمون ، فسيصف لك الطبيب المختص هرمون التستوستيرون ، إما على شكل كبسولات أو جل أو إبر .
وسيتابع مستوى الإرتفاع ، ودرجة الإستجابة كل فترة ( تقريبا كل 6 أسابيع سيطلب منك عمل تحليل جديد ) .
والتحليل يكون للكشف عن التستوستيرون الحر في الدم ( Free Testosterone ) وهو الأدق بالطبع لكن تكلفته أعلى . أو الكشف عن ال( Total Testosterone ) وهو لا بأس به في دقته وسعره أقل .
كما أنني أفضل الشكل الصيدلاني لهرمون التستوستيرون الذي يكون على شكل الجل (Gel) ، وذلك نظرا لفعاليته ، وقلة آثاره الجانبية .
ثم يأتي بعده الإبر ( injections ) ، فامتصاصها جيد ، لكنها تعمل على رفع مستوى الهرمون بشكل سريع ومفاجئ ، مما قد يؤدي أحيانا لمشاكل من أشهرها التغيرات في المزاج .
ثم بعدهم ( الكبسولات ) ، فالإمتصاص عن طريق كبسولات الفم يكون أقل ، وأيضا لما للكبسولات من آثار جانبية أكثر .
نصيحة هامة
من أكثر الأمور التي قد تقوم بها وتؤدي لنقص هرمون التستوستيرون ، هي أن تعتمد بشكل كبير على تناول الأطعمة المعدلة وراثيا ، وأشهرها اللحوم .
والتي تصنع وتباع بالأشكال المعروفة ، مثل البولوبيف ، واللانشون ، والبسطرمة وغيرها ، خصوصا المجهولة المصدر .
وأيضا الأطعمة التي يدخل في تركيبها الفول الصويا بكثرة ، مثل أقراص لحم الهمبرجر .
فكل هذه الأطعمة عند تناولها بكميات كبيرة وبشكل يومي أو شبه يومي ، فإنها تعمل على زيادة نسبة الإستروجين في الدم ، وهو هرمون أنثوي تؤدي الزيادة فيه إلى إنخفاض مستوى هرمون التستوستيرون بالمقابل .